التعريف بصفية بنت عبد المطلب

هي الصحابية الكريمة صفية بنت عبد المطّلب الهاشمية القرشية، وهي عمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبوها هو عبد المطلب بن هاشم جدّ النبيّ الكريم، وقد كان سيِّداً مطاعاً في قومه، ومن أسياد قريش، أمّا أمّها فهي هالة بنت وهب أخت والدة النبيّ الكريم آمنة.[١]


وزوجها هو الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب، وقد توفّي عنها ثمّ تزوّجها العوّام بن خويلد أخو أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنهما-، وأنجبت منه أوّل فارسٍ في الإسلام، وهو الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، حيث ربّته على الشجاعة والفروسية والجهاد، فكان من أشجع الرجال.[١]


وقد اشتهرت صفية -رضي الله عنها- بالشّعر، فكانت شاعرةً فصيحة، ونُسِب إليها العديد من القصائد في رثاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تُوفّيت -رضي الله عنها- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام عشرين للهجرة، وكان عمرها ثلاثاً وسبعين سنة، ودُفنت في البقيع في ساحة المغيرة بن شعبة.[٢]


ثبات صفية بنت عبد المطلب في غزوة أحد

هاجرت السيدة صفية -رضي الله عنها- مع مَن هاجر إلى المدينة حتى تحمي دينها، وكان عمرها قريباً من الستّين، وقد شاركت مع المسلمين في غزوة أحد، فكانت تسقي المجاهدين الماء وتطمئنّ على أحوالهم، ولمّا رأت بعض المسلمين قد انهزموا من شدّة القتال أخذت رمحاً ومضت تشقّ الصفوف وتقول: "ويحكم أتنهزمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"؟[٣]


وعندما رآها النبيّ الكريم قادمةً خشي أن ترى أخاها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وقد كان مقتولاً ومثّل به المشركون، فأمر ابنها الزبير أن يبعدها، فجاءها وقال لها: "يا أماه، إليكِ يا أماه إليكِ"، فقالت له: "تنحّ عني لا أمّ لك"، فقال: "إن رسول الله يأمركِ أن ترجعي"، فتوقّفت وقالت: "الأمر أمر الله وأمر رسوله".[٣]


ثمّ أخذت تقول: "والله لقد بلغني أنه مُثِّلَ بأخي حمزة ولأصبرنَّ، وذلك في ذات الله وفي سبيل الله"، فسمحوا لها برؤية أخيها، فلمّا وقفت عنده ورأت بطنه قد شقّ وأُخرج منه كبده، ومُثِّل بوجهه الشريف، ما كان منها إلا أنْ ثبتت واستغفرت وقالت: "في ذات الله، لقد رضيت بقضاء الله، لقد رضيت بقضاء الله".[٣]


موقف صفية من اليهودي الذي تسلل إلى الحصن

تميّزت الصحابية الكريمة صفية -رضي الله عنها- بالشجاعة والجرأة في الحق، حيث كانت أول امرأةٍ تقتل مشركاً في الإسلام دفاعاً عن دين الله -تعالى-، ففي غزوة الخندق جعل النبي الكريم النساء في حصنٍ من الحصون، وجعل معهم حسان بن ثابت -رضي الله عنه-؛ لأنه كان شاعراً ولم يكن يُحسن القتال.[٤]


وفي إحدى اللحظات جاء رجلٌ من اليهود إلى الحصن، وظلّ يراقبه ويدور حوله حتى يستغلّ الفرصة المناسبة ليهجم عليه مع مجموعةٍ من اليهود، ويأخذون كل ما فيه، خاصةً وأنّه علم أنّ فيه نساءً وصبياناً، فلمّا رأته صفية -رضي الله عنها- طلبت من حسان -رضي الله عنه- أن يحميهم منه وينزل إليه.[٤]


ولكن حسّان لم يكن يُجيد القتال، فلم ينزل إليه، فأخذت صفية -رضي الله عنها- عموداً من أعمدة الخيام، ونزلت بنفسها، فلمّا رأت اليهودي ضربته بالعمود على رأسه حتى قتلته وحمت الحصن من شرّه، ثمّ ألقته لليهود حتى يخافوا المجيء إلى الحصن.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 21-23. بتصرّف.
  2. محمد درنيقة، معجم أعلام شعراء المدح النبوي، صفحة 177-178. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت علي القرني، دروس للشيخ علي القرني، صفحة 20، جزء 43. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 7، جزء 258. بتصرّف.