منزلة الصحابة في الإسلام
كان للصحابة -رضوان الله عليهم- الفضل الكبير بالسبق في الدخول في الإسلام، ولذلك فلهم في الإسلام مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فقد قال الله -تعالى-: {وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ}،[١] وقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ)،[٢] وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- في فضل الصحابة: "إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثمّ نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء"،[٣] وفي هذا المقال ذكر أسماء أول ستة صحابة دخلوا الإسلام.
أول ستة صحابة دخلوا الإسلام
نال الصحابة شرف السبق للإسلام ومصاحبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن أول الصحابة دخولاً في الإسلام كان أبو بكر الصديق، وخديجة بنت خويلد، وزيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام -رضي الله عنهم أجمعين-.[٤][٥]
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي، وهو أول الصحابة دخولاً في الإسلام، أسلم على يديه عدد من الصحابة، كالزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم أجمعين-، توفي عام 13 هـ.[٦]
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، كان زواجها من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو الزواج الثالث لها، وهي -رضي الله عنها- أول من آمن بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، عُرفت خديجة -رضي الله عنها- بالتجارة، فكانت من أصحاب الثروات الكبيرة، قال فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ).[٧][٨]
زيد بن حارثة رضي الله عنه
هو أول الموالي دخولاً في الإسلام، أطلق عليه الصحابة -رضي الله عنهم- لقب حِبّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد تبنّاه قبل الإسلام، حتى جاء الإسلام فحرّم التبني، أسلم على يدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فور عرض الإسلام عليه.[٩]
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أسلّم علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه- وهو لم يبلغ العاشرة من عمره، فقد كان -كرّم الله وجهه- يعيش مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- منذ طفولته، حتى كان للتربية النبوية معه الأثر الواضح فيما بعد.[١٠]
الزبير بن العوام رضي الله عنه
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنّة، عُرِف بأنَّه شديد التوكل على الله تعالى، وكان قد قُتل -رضي الله عنه- في سنة ست وثلاثين من الهجرة، وعمره ستٌ أو سبعٌ وستون سنة.[١١]
دور الصحابة في الدعوة
تُعد الدعوة إلى الله -تعالى- من أشرف الأعمال التي يقوم بها العبد، فقد قال الله -تعالى-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}،[١٢] وقد كان للصحابة -رضي الله عنهم- الدور العظيم في نشر الإسلام ودعوة الناس إليه، فأخذوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويأمرون الناس بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فقد قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ}،[١٣] حيث كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحملون مسؤولية الدين على أكتافهم، فأخذوا يفتحون البلاد بلداً تلو الآخر وهمهم أن يعلّموا الناس أمر دينهم بعد أن يدخلوهم في الإسلام، والملفت في الأمر أنَّ اليأس لم يدخل يوماً قلوب صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، بل كانوا يُدركون جيداً أنَّ القلوب والهداية بيد الله -عزّ وجلّ-، إنّما هم وسيلةً لذلك فقط لا غير.[١٤]
المراجع
- ↑ سورة سورة التوبة، آية:100
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2652، حديث صحيح.
- ↑ "الصحابة مكانتهم و فضلهم"، إسلام ويب، 18/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ "أوائل من دخلوا في الإسلام"، إسلام ويب، 12/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ "ما أسماء أول عشرة أسلموا من الصحابة؟"، طريق الإسلام، 20/8/2007، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن شخصية الخليفة أبي بكر الصديق"، إسلام ويب، 21/10/2003، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1301، حديث صحيح.
- ↑ إسلام ويب (23/09/2003)، "خديجة بنت خويلد رضي الله عنها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (19/1/2017)، "إسلام زيد بن حارثة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (19/1/2017)، "إسلام علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ "الزبير بن العوام"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 21/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة فصلت، آية:33
- ↑ سورة سورة آل عمران، آية:110
- ↑ "الصحابة والدعوة"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.