التعريف بالصحابة بأم كلثوم بنت عقبة
هي الصحابية الكريمة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أبان بن ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّة، وهي أخت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من أمّه، وأمّها هي أروى بنت كريز، وقد أسلمت أم كلثوم بنت عقبة في مكة المكرّمة قبل هجرة النساء إلى المدينة، ثمّ كانت -رضي الله عنها- أول مَن هاجر من النساء، فبعد إسلامها هاجرت إلى المدينة وبايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]
وفي هذه الصحابية الكريمة نزل قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ)،[٢] وقد كانت هجرتها في السنة السابعة في فترة هدنة صلح الحديبية بين النبي -صلى الله عليه وسلم- والمشركين، وذلك عندما صالحوا النبي الكريم على أن يردّ لهم مَن جاءهم مؤمناً من عندهم، وسيأتي لاحقاً بيان قصة هجرتها.[١]
زواج الصحابية أم كلثوم بنت عقبة وأبناؤها
تزوّج زيد بن حارثة -رضي الله عنه- بأم كلثوم بنت عقبة عندما قدمت إلى المدينة، واستشهد في غزوة مؤتة، فتزوّجها الزبير بن العوام، وأنجبت له زينب، ثمّ طلّقها، فتزوّجها عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، وولدت له حميداً وإبراهيم، وقيل: ولدت له أيضاً إسماعيل ومحمَّداً، ولمّا تُوفّي عبد الرحمن تزوّجها عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، فبقيت عنده مدَّةً قصيرةً ثمّ ماتت.[١]
قصة هجرة الصحابية أم كلثوم بنت عقبة
كانت أم كلثوم -رضي الله عنها- تذهب إلى باديةٍ لأهلها في ناحية التنعيم، وتقيم فيها ثلاثة وأربعة أيام ثمّ ترجع إلى أهلها، ولا أحد منهم يُنكر عليها ذلك، وقد كانت تُخفي إسلامها عن قومها، وذات يومٍ عزمت على الهجرة إلى المدينة قائلةً لأهلها أنّها ستقصد البادية، وأثناء سيْرها لقيت رجلاً غريباً، فقالت له: "ما مسألتك ومن أنت"؟ فأخبرها أنّه رجلٌ من خزاعة.[٣]
وعندما علمت بذلك شعرت بالطمأنينة؛ لأنّ خزاعة قد دخلوا في الإسلام، فقالت له: "إني امرأةٌ من قريش، وأني أريد اللحوق برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا علم لي بالطريق"، فأخبرها أنّه سيدلّها على المدينة، فأتى لها ببعيرٍ وركبته، وقالت: "... فكان يقود بي البعير ولا والله ما يكلمني بكلمة، حتى إذا أناخ البعير تنحّى عني، فإذا نزلت جاء إلى البعير، فقَيَّده بالشجرة، وتنحّى إلى فَيْء شجرة...".[٣]
وظلّ هذا الصحابي الكريم على هذا الحال حتى أوصلها إلى المدينة، ثمّ دخلت أم كلثوم على أمّ سلمة -رضي الله عنها-، وعندما كشفت النقاب عن وجهها عرفتها، فأخبرتها أنّها هاجرت في سبيل الله ورسوله، ولكنّها تخاف أن يردّها النبي الكريم لِما جاء في بنود الصلح، فلمّا قدم النبي الكريم رحّب بها، وأخبرته عن خوفها من الرجوع إلى أهلها؛ لأنهم سيعذّبونها إن علموا بذلك.[٣]
ثمّ نزل فيها آيات من القرآن الكريم، وطمأنها النبي الكريم أنّه الله -سبحانه- قد نقض هذا العهد في النساء، ولمّا علم أخواها عمارة والوليد بهجرتها قدموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في اليوم الثاني، وطلبوا منه أن يردّ أختهم معهم، لكنّ النبي الكريم أعلمهم أنّ الله -سبحانه- قد نقض العهد في حقّ النساء، فرجعوا، وبايعها النبي الكريم وامتحن صدق إيمانها، ولم يردّها إلى أهلها.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت أبو بكر البيهقي، دلائل النبوة للبيهقي، صفحة 170، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية:10
- ^ أ ب ت ث ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 322-323، جزء 1. بتصرّف.