التعريف بالصحابي مصعب بن عمير

هو الصحابي مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشيّ، ويُكنّى أبا محمد، وأبا عبد الله، ويُلقّب بمصعب الخير، وأمّه هي خنّاس بنت مالك بن المطرف، وقد وُلِد مصعب -رضي الله عنه- بعد ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- بأربع عشرة سنة أو أكثر بقليل.[١]


وقد كان مصعب -رضي الله عنه- محبوباً بين والديه، وكانت عائلته غنيَّةً كثيرة الأموال، وهو شابٌّ جميل معتدل الطّول، وزوجته هي حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- أخت أمّ المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، وقد أنجبت له ابنةً سمّاها زينب.[٢]


إسلام الصحابي مصعب بن عمير

في يومٍ من الأيام سمع مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- تسري في مكّة، وبدأ يسمع الكلام الذي يُردّده النّاس عن النبي الكريم، فقرّر أن يذهب بنفسه بحثاً عن الحقّ الذي حرّك فطرته النقية، وسار إلى دار الأرقم، وسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ آياتٍ من القرآن الكريم، فسرى نورها في قلبه، وردّد الشهادتين بين يدي النبي الكريم، وأخفى إسلامه عن قومه وأهله في بداية الأمر.[٣]


من مناقب الصحابي مصعب بن عمير

تميّز الصحابي الكريم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بالعديد من الفضائل والمناقب، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

  • كان مصعب ممّن هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى والثانية.
  • هاجر إلى المدينة أيضاً ليعلّم أهلها الإسلام، وأصبحت سعادته أن يرى النّاس تنتقل من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
  • كان رجلاً شجاعاً مجاهداً في سبيل، فشهد غزوة بدر ثمّ أُحد، وأبلى فيهما بلاءً حسناً، وحمل فيهما لواء المسلمين.
  • تميّز -رضي الله عنه- بشدّة ثباته، ففي أُحد قاتل ببسالة ومعه لواء المسلمين، فقَطع الكفّار يده اليُمنى، فحمل اللواء بيده اليُسرى، ثمّ قُطِعت يده اليُسرى أيضاً، فسقط على الأرض وهو ممسكٌ باللواء بين عضديه.
  • كان مصعب -رضي الله عنه- أول سفيرٍ للدعوة في الإسلام، حيث اختاره النبي الكريم حتى يكون سفيراً في المدينة يُعلّم النّاس الدين، ويُفقّه الأنصار الذين دخلوا في الإسلام وبايعوا رسولهم بيعة العقبة، وكان سبب اختيار النبي له ذكاءه وحكمته ورجاحة رأيه، ولأخلاقه الحسنة الكريمة.[٥]


وفاة مصعب بن عمير

بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة بدأ كفّار قريش بالتصدّي للدعوة الإسلامية بكلّ الطرق، وجاء اليوم الذي شهد فيه النبي وصحبه غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، وكان من بينهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، فأعطاه النبي الكريم لواء المسلمين، وقاتل بين يدي الرسول قتالاً بطولياً.[٦]


وقد ظلّ مصعب -رضي الله عنه- ثابتاً يُدافع عن النبي الكريم ويُقاتل إعلاءً لكلمة الله -تعالى-، وأبلى بلاءً حسناً في المعركة، وقد استشهد بعد أن أصابه ابن قميئة الليثي، وكان يظنّ أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فشاع بين المسلمين أنّ النبي قد قُتِل، ثمّ بانت الحقيقة، وعندما انتهت المعركة أخذ النبي الكريم يتفقّد أصحابه، فوجد معصب شهيداً ودعا له.[٦]

المراجع

  1. عدنان الجابري، سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، صفحة 11-12. بتصرّف.
  2. عدنان الجابري، سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير، صفحة 19-20. بتصرّف.
  3. محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 3، جزء 10. بتصرّف.
  4. راغب السرجاني، كن صحابيا، صفحة 8، جزء 3. بتصرّف.
  5. "مصعب بن عمير .. السفير الأول وبطل الهجرة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2023. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عدنان الجابري، أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه وتطبيقاته التربوية، صفحة 32-35. بتصرّف.