هو أبو عبد الله جعفر بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وجعفر -رضي الله عنه- ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأخ شقيق لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكان إسلامه بعد إسلام علي بقليل، حيث أسلم بعد واحد وثلاثين شخصاً، وقد تزوج -رضي الله عنه- من أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- وأنجبت له ثلاثة ذكور وهم: عبد الله، ومحمد، وعون، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان يُلقّب بذي الجناحين وطيار الجنة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُريتُ جَعفرًا ملَكًا يطيرُ بجَناحَيْهِ في الجنَّةِ)،[١] حيث أُصيبت وقُطعت كِلتا يديْه في غزوة مؤتة، وهو يقاتل المشركين، حتّى أنّه حمَى راية الإسلام بكلّ ما يملك، فلم يدعِ الرّاية تسقُط أبداً؛ إذ أخذها بكلا عضدَيه بعد قطع يديْه، كما ويُلقّب -رضي الله عنه- بأبي المساكين؛ لكثرة ملازمته وحبّه لهم، وعطفه عليهم وتقديم العون لهم.[٢][٣]
صفات جعفر بن أبي طالب
صفاته الخَلقية
كان جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث ثبت في صحيح البخاري قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لجعفر: (أشْبَهْتَ خَلْقِي وخُلُقِي)،[٤] ولكونه -رضي الله عنه- كان أشبه الناس بخَلق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ففي ذلك دلالة على أنّه كان جميل الخِلقة والصفات.[٥][٦]
صفاته الخُلقية
هناك العديد من الصفات الخُلقية التي كان يتحلّى بها جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومنها ما يأتي:[٧]
- الجود والكرم: كان -رضي الله عنه- شديد الكرم والجود لا سيما مع الفقراء والمساكين والضعفاء حتى لُقِّب بأبي المساكين، وممّا يُظهر ذلك ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (وكانَ أخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بنُ أبِي طَالِبٍ؛ كانَ يَنْقَلِبُ بنَا فيُطْعِمُنَا ما كانَ في بَيْتِهِ، حتَّى إنْ كانَ لَيُخْرِجُ إلَيْنَا العُكَّةَ الَّتي ليسَ فِيهَا شَيءٌ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ ما فِيهَا)،[٨] والعُكَّة هي وعاء جلدي يوضع فيه السمن وغيره.
- الشجاعة: ومن أبرز المواقف التي تُظهر اتصافه -رضي الله عنه- بالشجاعة ما بدر منه في غزوة مؤتة حيث كان -رضي الله عنه- أحد قادتها الثلاثة الذين عيّنهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد عمد -رضي الله عنه- إلى عقر فرسه وذبحها في المعركة إشارة منه على عزيمته وإقدامه على القتال، فلا فرار ولا تراجع، وقد أُشير مسبقاً إلى أنّه كان يُلقّب بذي الجناحين وذلك لأنّ يديه قد قُطعتا وهو يقاتل، وقد استمر -رضي الله عنه- بالقتال حتى استشهد.
- الفطنة والذكاء: ومن أبرز ما يُظهر اتصافه -رضي الله عنه- بالفطنة ورجاحة العقل محاورته ونقاشه مع النجاشي بصفته -رضي الله عنه- أميراً للمؤمنين في الحبشة حيث تمكّن من إقناعه بدعوة الإسلام، فما كان من النجاشي إلّا أن أسلم وتكفّل بتوفير الأمن والحماية للمسلمين في الحبشة.
- التضحية والهجرة: فقد كانت حياة جعفر بن أبي طالب كلها تضحية وجهاد وهجرة من أجل الله ومن أجل رسوله؛ ابتغاء رضاهما، لإقامة الدين، وإظهار شرائعه، وإعلاء كلمة الحق، ودعوة الناس، مخلصاً لله صادقاً معه، حيث هاجر في حياته ثلاث هجرات؛ إلى الحبشة في الهجرة الأولى والثانية، وإلى المدينة المنورة.
المراجع
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7047 ، صحيح.
- ↑ "جعفر بن أبي طالب"، قصة اسلام، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2021. بتصرّف.
- ↑ منير فارس، الامام جعفر بن ابي طالب وآله، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2699 ، صحيح.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 469. بتصرّف.
- ↑ منير فارس، الامام جعفر بن ابي طالب وآله، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ منير فارس، الامام جعفر بن أبي طالب وآله، صفحة 102-109. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3708 ، صحيح.