التعريف بعمران بن حصين
عمران بن حصين -رضي الله عنه- أحد فضلاء الصحابة الكِرام -رضوان الله عليهم-، ونذكر نبذةً مبسّطة عنه في النقاط الآتية:[١]
- اسمه: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف.
- نسبه: الخزاعي الأزدي.
- كنيته: أبو نجيد.
- مكان إقامته: رحل إلى الكوفة بالبصرة وأقام بقية حياته فيها.
- إسلامه: أسلم عام خيبر، وكان من فضلاء الصحابة.
من مناقب عمران بن حصين وفضائله
تميّز عمران بن حصين -رضي الله عنه وأرضاه- بالعديد من المناقب والفضائل، وفيما يأتي استعراضٌ لأبرزها:[٢]
- تفانى -رضي الله عنه- بعد إسلامه في طاعة الله ومحبّته، وتجلّت قِيم وأخلاق الزهد والورع والصدق في جميع مواقفه.
- كان يبكي كثيراً من خشية الله -تعالى- ويقول: "يا ليتني كنت رماداً، تذروه الرياح"، ولم يكن ذلك بسبب تقصيره، بل لمقدار عظمة الله -سبحانه- في قلبه، وإدراكه لعجزه عن شكره وعبادته حقّ العبادة.
- كان يملأ وقته بالعبادة ولا يشغله شاغلٌ عن الله، بل يرفض كلّ ما يُلهيه عن ذلك، وقيل فيه: "استوعبته العبادة حتى صار كأنه لا ينتمي إلى عالم الدنيا التي يعيش فوق أرضها وبين ناسها"، وقيل: "صار كأنه ملك يحيا بين الملائكة، يحادثونه ويحادثهم، ويصافحونه ويصافحهم".
- بعثه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى البصرة حتى يُعلّم أهلها ويُفقّههم في أمور دينهم، وهناك أقبل الناس عليه إقبالاً شديداً وشعروا بصدقه وعظيم تقواه، فكانوا يُحبّونه.
- قال عنه ابن سيرين -رحمه الله-: "لم نر فِي البصرة أحدًا من أصحاب النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفضل عَلَى عِمْرَانَ بْن حصين، وكان مجاب الدعوة".
- كان يجتنب الفِتن دائماً ويحثّ المسلمين على اجتنابها.
- ضرب عمران -رضي الله عنه- مثالاً عظيماً في الصبر، فقد صبر على مرضه ثلاثين عاماً دون ضجرٍ وتأفّف، بل كان طيلة فترة مرضه مؤمناً ثابتاً ومحافظاً على عبادته، وكان يقول: "إن أحبّ الأشياء إلى نفسي، أحبها إلى الله".
- شهد مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عدّة غزوات، وروى عنه الحسن وابن سيرين وغيرها، وله روايات عن النبيّ الكريم، وقد بعثه عبد الله بن عامر قاضياً على البصرة لفترةٍ يسيرة.[٣]
مرض عمران بن حصين ووفاته
مرض عمران بن حصين -رضي الله عنه- في البصرة، فقد أصابه مرضٌ شديدٌ في بطنه، ويُسمّى بالاستسقاء، وظلّ يُعاني منه ثلاثين سنة على سريرٍ مثقوب، وكان الناس ينصحونه بالكيّ فيأبى ذلك، إلى أن اكتوى قبل وفاته بسنتين، وكان يقول: "قد اكتوينا وما أفلحنا وما أنجحن"، ورُوي أن الملائكة الكِرام كانوا يُسلّمون عليه في فترة مرضه، فلمّا اكتوى انقطع التسليم.[٤]
وقد قال لمطرف ذات مرّة: "كان يسلم علي -يعني الملائكة-، فإن عشت فاكتم علي، وإن مِتّ فحدّث به إن شئت"، وقيل إن الملائكة عادت تُسلّم عليه قبل وفاته بمدَّةٍ يسيرة، وتُوفّي -رضي الله عنه- في مرضه قبل سنة ثلاث وخمسين،[٤] وكان قد أوصى أهله قائلاً: "إِذَا أَنَا مِتُّ، فَشُدُّونِي عَلَى سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا".[٥]
المراجع
- ↑ "عمران بن حصين الخزاعي"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 1/5/2023. بتصرّف.
- ↑ خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 404-405. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 269، جزء 4. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 264، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أبو سليمان الربعي، وصايا العلماء عند حضور الموت، صفحة 67.