التعريف بعمرو بن العاص
هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد السّهمي القرشي، ويُكنّى أبا عبد الله، وقيل: أبا محمّد، وهو أحد أمراء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان تاجراً في الجاهلية، وأمّه هي النابغة بنت حرملة،[١]وأبناؤه عبد الله ومحمد، وقد وُلِد عمرو بن العاص في مكة، ثمّ قدِم إلى المدينة، وسكن أخيراً في مصر وتوفّي فيها عام 42 للهجرة، وقيل: 43 للهجرة، وقيل: 48 للهجرة، وقيل غير ذلك.[٢]
إسلام عمرو بن العاص
كان عمرو بن العاص قبل إسلامه من الذين قاوموا دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وآذى الصحابة والمسلمين، ولم يكن من السابقين للإسلام، ولكنّ الله -سبحانه- شرح صدره للإسلام بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة بقليل، فصار أحد القادة البواسل، وأمضى حياته في خدمة هذا الدين.[٣]
وقد كان للنجاشي ملك الحبشة أثرٌ عظيمٌ في إسلام عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، فقد كان يعرفه ويحترمه، وسأله بعد مدّة عن سبب عدم اتّباعه للحقّ بعد، وتحاورا إلى أنْ شرح الله صدر عمرو بن العاص للإسلام، فركب البحر مباشرةً متوجِّهاً إلى المدينة ليُعلِن إسلامه.[٣]
وفي الطريق التقى بخالد بن الوليد -رضي الله عنهما-، وقد كان هو الآخر قد جاء من مكّة حتى يُعلن إسلامه، فلمّا رآهما النبيّ -صلى الله عليه وسلم- استبشر خيراً، فجاءا إلى النبيّ الكريم وبايعاه على الإسلام، فقال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي"، فتهلّل وجه النبيّ الكريم وأخبره أنّ الإسلام يجبّ ما قبله.[٣]
مناقبه عمرو بن العاص وأعماله
تميّز عمرو بن العاص بالكثير من الفضائل والمناقب، وكانت له العديد من الإنجازات الشاهدة على ذلك، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[٤]
- كان -رضي الله عنه- من أكثر رجال قريش ذكاءً ودهاءً، وأشدّهم فِطنةً وبصيرةً في الحروب، وهو من أشراف ملوك العرب.[٥]
- أرسله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قائداً في غزوة ذات السلاسل، وقد ظهرت عبقريّته من بداية الطريق من خلال تخطيطه العسكري الذكي، ومن ذلك:
- أمر عمرو -رضي الله عنه- المسلمين بالذهاب إلى أرض العدو ليلاً؛ حتى لا يراهم الأعداء، ثم يأخذوا أماكنهم المناسبة نهاراً.
- بدأ يبثّ العيون في العديد من النواحي بحكمةٍ عسكريّة واضحة دون أن يلفت النظر حتى يتمكّن من معروفة عدد العدو.
- لمّا وجد أنّ عدد الأعداء كبيراً لم يُغامر في الهجوم عليهم، بل أرسل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- طالباً منه أن يمدّه بمددٍ من عنده، فبعث له النبيّ الكريم 200 من الصحابة، وهذا كلّه يُظهر حنكته وحسن تخطيطه في الحروب.
- ازدادت ثقة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعمرو بن العاص بعد غزوة ذات السلاسل لمّا رأى ذكاءه وحسن تخطيطه وبصيرته وحسن إدارته للأمور، فأرسله إلى مهمَّةٍ أخرى عظيمة الشأن، وتتلخّص فيما يأتي:
- طلب منه النبيّ الكريم أن يتولّى مهمّة السّفارة إلى عُمان، وقد كان مَن فيها من الأمراء والأتباع من الشعوب على الشّرك.
- كان الأخوان جيفر وعباد يحكمان هذه المنطقة ويُسيطرون عليها، فدعاهما عمرو بن العاص -رضي الله عنه- للإسلام.
- أثمر حوار عمرو بن العاص معهما بحكمته وحُسن أسلوبه، فشرح الله صدرهما للإسلام، وأسلم شعبهما كلّه، فصارت عُمان دولةً مسلمة.
- صار عمرو -رضي الله عنه- أميراً على عُمان، وظلّ يدعو النّاس إلى الإسلام، ويُعلّمهم القرآن، ويُفني حياته في الدعوة وخدمة الدين، وظلّ كذلك حتّى توفّي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولعلّ من أعظم إنجازاته أيضاً أنّه حرّر مصر ونواحيها في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[٦]
المراجع
- ↑ زين الدين ابن الموفق، مرشد الزوار إلى قبور الأبرار، صفحة 131-132، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "عمرو بن العاص"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 452-454. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 4-5، جزء 37. بتصرّف.
- ↑ عمر المقبل، مواعظ الصحابة، صفحة 235. بتصرّف.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 278، جزء 10. بتصرّف.