• هو الصحابي أبو سليمان، وقيل أبي الوليد، خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن مالك، يلتقي مع النبيّ -صلَى الله عليه وسلّم- وأبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه- في الجدِّ السابع مرة بن كعب بن لؤي،[١][٢] كان أبوه الوليد سيداً في بني مخزوم ومن سادات قريش، ذا حسب ونسب وجاه، كثير المال والأولاد، معروفا برجاحة العقل والرأي، وكان عدوّاً لدوداً للإسلام والمسلمين،[٢][٣] اسم أمُّه -رضيَ الله عنه- عصماء بنت الحارث ويُقال لها -لبابة- أخت ميمونة بنت الحارث أمِّ المؤمنين زوجة النبيَ.[١][٤]
  • نشأ -رضيَ الله عنه- في هذه البيئة المُترفة فتعلم الفروسية والقتال وبرع فيهما، وكان ثاني اثنين يُقاتل بسيفين في نفس الوقت هو والزبير بن العوّام -رضيَ الله عنه- وكان يقود الفرس برجليه، مما جعله من فرسان قريش الشجعان، تأخر إسلامه حيث أسلم قبل فتح مكة وبعد صلح الحديبية، شهد معركة مؤتة وفتح مكة ومعركة حُنيْن، وقد فرح النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإسلامه حيث أسلم معه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.[٤][٣]


معلومات عن شخصية خالد بن الوليد

تَحلَّى خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- بصفات وأخلاق حميدة عظيمة، نذكر ما يأتي:[٤]


الكرم والجود

كان -رضيَ الله عنه- كريماً جواداً، يُعطي مالاً كثيراً لكلَّ من يأتي إلى مكة من أشراف العرب، حتى عَتَبَ عليه عمرُ بن الخطاب -رضيَ الله عنه- على ذلك.


القوة والشجاعة

كان -رضيَ الله عنه- شجاعاً قوياً منذ نعومة أظفاره، وهو مضرب المثل في الشجاعة والقوة والإقدام على مرِّ العصور لدى المسلمين، وكان جسده لا يكاد يخلو من جرح أو طعنة، لأنه كان مقداماً على الحروب لا يخشى شيئاً، وشهد له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالشجاعة والقوة عندما لقبه بسيف الله المسلول، وهذه تعتبر صفة خُصَّ بها عن باقي الصحابة -رضيَ الله عنهم-، وممّا يدل على قوته الكبيرة وتوغله وحصده للعدوّ، قوله -رضيَ الله عنه-: (لقَدْ دُقَّ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ، وصَبَرَتْ في يَدِي صَفِيحَةٌ لي يَمَانِيَةٌ)،[٥] حيث يبيّن في حديثه هذا أنه قد تكسّرت في يده تسعة سيوف، وذلك من قوة بأسه وشدته، فلم يثبت في يده إلا سيف نصله عريض من صنع اليمن.


كثير الرجوع إلى الحق

كان -رضيَ الله عنه- رجّاعاًً إلى الحق إذا تبين له خطأ رأيه وصواب غيره، منها خلافه الذي نشب بينه وبين عمار بن ياسر -رضيَ الله عنهما- فما كان من خالد إلى أنْ لحق عماراً وطلب مرضاته فرضيَ عنه.


صاحب رأي وحكمة

كان -رضيَ الله عنه- يصدر رأيه عن تفكير وحكمة وتمحيص وأناة، فلم يكن متسرعاً في قراراته، ولا متخبطاً في آرائه، فقد رُوي عنه أنه كان يطيل التفكير مع تأمل في السماء والأرض ثم يأخذ الرأي المناسب.


التضحية وإيثار الغير

كان -رضيَ الله عنه- يُؤثر على نفسه ويحب أن يضحي لوجه الله -تعالى-، يتجلى ذلك عندما أحبَّ أن يكون على ثغر من ثغور المسلمين في ليلة باردة أكثر من حبه بليلة يتزوج فيها ويُولد له فيها ولد.


المشاركة في أمور المسلمين

كان -رضيَ الله عنه- يُشارك في أمور المسلمين من أمر بمعروف ونهي عن منكر ويحضر اجتماعاتهم ومناسباتهم، ويتضح ذلك بمشاركته في رجم المرأة الغامدية التي زنت، وكان من أوائل المبايعين للخليفة أبي بكر حيث أثنى عليه ومدحه، وأما علاقته بعمر -رضيَ الله عنه- فكانت علاقة وطيدة مبينة على الاحترام المتبادل، وكان عمر -رضيَ الله عنه- يذكر ويمدح خالداً، وبالمقابل كان خالدٌ رجلا ًصادقاً مطيعاً للأوامر سواء كان رئيساً أو مرؤوساً.


الزهد والورع والبعد عن الدنيا

ذُكر عنه -رضيَ الله عنه- بعد إسلامه أنَّه كان يعيش حياة بسيطة بعيدة عن الترف أقرب إلى التقشف، وكان طعامه خشناً كباقي العرب ويلبس لباسهم بدون إسراف، اشْتُهر عنه أن كان يلبس قلنسوة قديمة -غطاء رأس- حيث كان يغسلها ويعطرها ويلبسها في المعارك وكان يضع فيها شعرات للنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، تفاؤلاً بذلك، وقد زاره عمرُ -رضيَ الله عنه- ذات مرة في داره بحمص فلم يجد عنده شيئاً من الأموال ولا من متاع الدنيا.


العبقرية العسكرية

اشتهر خالد بن الوليد بالحنكة والدهاء العسكري، والذكاء في وضع الاستراتيجيات العسكرية، فقد كان قائداً فذاً في المعارك، يخطط بذكاء ويستطيع تغيير موازين القوى في لحظة، وقد ظهر ذلك في العديد من الغزوات والمعارك لا سيما في غزوة مؤتة التي تمكّن فيها من إنقاذ الجيش الإسلامي، فبعد استشهاد القادة الثلاثة الذين كان رسول الله قد ولّاهم قيادة الجيش، أصبح جيش المسلمين في موقف حرج، فتقدّم خالد-رضي الله عنه- واستلم القيادة، وقام بوضع خطة مُحكمة تُمكّنه من النصر، وحفظ كيان الجيش الإسلامي ومكانته.


المراجع

  1. ^ أ ب أبي نعيم ، معرفة الصحابة، صفحة 925. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الدعاة/خالد بن الوليد...سيف الله المسلول/i17248&p34 "خالد بن الوليد سيف الله المسلول"، نداء الإيمان ، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب تامر بدر (7-3-2014)، "خالد بن الوليد "، قصة إسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبدالعزيز العمري (7-9-2010)، "جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم:4266، صحيح .