الشهداء في الإسلام
الشّهداء هم فئة من الناس هانت الدّنيا عليهم، ولم يغترّوا بمُتَعها وزخارفها، ولم يثبطهم الخوف على ذرِّية أو عِيال عن بذل أنفسهم، فسَلكوا واختاروا طريق الشهادة لإعلاء كلمة الله، فقد علموا بأنَّ أعمارهم محدودة، وأن أغلى ما يملكونه هي أرواحهم التي بين جنبَيْهم، فقدَّموها لله قُربانًا، وهان عليهم المال والمتاع، وأراقوا دِماءهم في سبيل الله،[١] وفهموا معنى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٢]
أول صحابي استشهد في الإسلام
أوّل صحابي استشهد من الرجال هو الحارث بن أبي هالة -رضي الله عنه-.[٣]
الحارث بن أبي هالة
هو الحارث بن أبِي هالة بن النباش بن زُرارة بن وَقدان بن حبيب بن سلامة بن غُذَى بن جُرْدة بن أُسَيْد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدّار، وهو أخو هِنْد بن أبي هالة، ابن خديجة -أمّ المؤمنين- ورَبِيب النبي صَلَّى الله عليه وسلم،[٤] فالحارث هو ربيب خديجة -رضي الله عنها- وليس ابنها، فهو ابن زوجها أبو هالة التميمي،[٥] يقول ابن القطامي عن استشهاده: "وذلك أن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لما أمر أن يصدع بما يؤمر قام في المسجد الحرام فقال: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، فوثبت عليه قريش، فأتى الصريخ أهله، فكان أول من أتاه الحارث بن أبي هالة، فضرب في القوم ففرقهم عنه، ثم عطفوا عليه فضربوه حتى قتلوه"،[٦] وقد ذكر ابن حزم والكلبي بأنَّه أول من استشهد في سبيل الله تحت الرُّكن اليماني.[٤]
أول صحابية استشهدت في الإسلام
أوّل صحابيّة استشهدت من النساء هي سمية بنت خياط -رضي الله عنها-.[٧]
سميّة بنت خيّاط
هي سمية بنت خُبّاط، أو خياط -رضي الله عنها-، قال مجاهد: "أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر"،[٧] زوجها هو ياسر بن عامر -رضي الله عنه- قدِم من اليمن إلى مكة قبل الإسلام، وتحالف مع أبي حذيفة بن المغيرة، وكانت سميّة أمَةً له فزوّجها لياسر بن عامر، فولدت له عماراً، فأعتقها أبو حذيفة، وكانت من أوائل المسلمين هي وياسر وعمّار، وقيل أنَّها كانت سابع من دخلوا في الإسلام، قال مجاهد -رحمه الله-: "أوَّل من أظهر الإسلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصديق، وبلال بن رباح، وصهيب، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار -رضي الله عنهم أجمعين-".[٨]
تعذيبها واستشهادها
عُذِّبت سمية -رضي الله عنها- بعد إسلامها لترجع عن الإسلام، وقد كانت حينها عجوزاً كبيرةً وضعيفةً، ومع ذلك لم تفعل، قال جابر -رضي الله عنه-: "يقتلوها فتأبى إلا الإسلام"، فكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يمرُّ بها وبزوجها، وبابنها -رضي الله عنهم- ليصبِّرهم وهم يُعذَّبون، وقد ظلَّت سميّة على رفضها حتى طعنها أبو جهل في قُبُلها في موضع العفّة منها فماتت -رضي الله عنها وأرضاها- فكانت أوّل شهيدة في الإسلام قبل الهجرة.[٨]
المراجع
- ↑ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي (13/7/2013)، "فضل الشهادة في سبيل الله"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:111
- ↑ فريق موقع الألوكة (5/6/2016)، "أوائل الصحابة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب فريق موقع صحابة رسول الله، "الحارث بن أبي هالة"، صحابة رسول الله ، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.
- ↑ عواطف حمود العميري (24/2/2020)، "أبناء أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.
- ↑ العسكري، أبو هلال، كتاب الأوائل للعسكري، صفحة 214. بتصرّف.
- ^ أ ب فريق موقع اسلام ويب (19/2/2003)، "أول شهداء الإسلام"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب د. راغب السرجاني (29/5/2019)، "سمية بنت خياط .. أول شهيدة في الإسلام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2021. بتصرّف.