التعريف بفاطمة بنت الخطاب

فاطمة بنت الخطاب هي شقيقة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وهي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشيّة العدويّة، وأمّها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية، وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت فاطمة وزوجها من السابقين للإسلام، حيث أسلما قبل أن يدخل النبي -عليه الصلاة والسلام- دار الأرقم.[١]


وكان إسلام فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها- قبل إسلام أخيها عمر، وكانت تُخفي ذلك عنه،[٢] وتُكنّى فاطمة بأمّ جميل، وتُلقّب بأميْمة، وقيل إنها عُرفت واشتهرت بكنيتها ولقبها في حياتها ولم تكن تُعرف باسمها عادةً، وقد كانت من أوائل المبايِعات للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وزوجها سعيد أحد العشرة المبشّرين بالجنّة.[٣]


دور فاطمة بنت الخطاب في إسلام أخيها عمر

كانت فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها- سبباً في إسلام أخيها عمر -رضي الله عنه- الذي أيّد الله -تعالى- به الإسلام وقوي به المسلمون، ونذكر موقفها في إسلام أخيها عمر بتسلسلٍ فيما يأتي:


إسلام فاطمة بالخفاء

عندما بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وبدأ بدعوته السريّة شرح الله -تعالى- صدر فاطمة بنت الخطاب فأسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد -رضي الله عنهما-، وأخفوا إسلامهما عمّن حولهم وعن عمر لأنّه كان شديداً على المسلمين، وكان نعيم النحام من بني عديّ قد أسلم أيضاً وأخفى إسلامه عن قومه، وكان خباب بن الأرتّ يتردّد عند فاطمة بنت الخطاب حتى يُقرئها ما نزل من القرآن الكريم.[٤]


موقف عمر عندما علم بإسلامها

بعد أنْ علم عمر -رضي الله عنه- بدعوة النبيّ الكريم للإسلام خرج من بيته لابساً سيفه ومتوجِّهاً إليه ولأصحابه حتى يتصدّى لهم ولدعوتهم، فلقيه نعيم بن عبد الله من قومه؛ أي من بني عدي، وكان قد دخل الإسلام، فسأل عمر عن وجهته، فأخبره أنه يُريد النبيّ الذي يدعو للإسلام ويُفرّق قريش ويُقلّل من أمر آلهتهم حتى يقتله، فقال له نعيم: "لقد غرّتك نفسك يا عمر! أفلا ترجع إلى أهل بيتك، فتقيم أمرهم"؟[٥]


ولكنّ عمر بادله الحديث متعجِّباً: "وأيّ أهل بيتي"؟! فأخبره أنّ أخته وابن عمّه سعيد قد اعتنقا دين الإسلام، فرجع عمر غاضباً إليهما، وكان خبّاب بن الأرت عند فاطمة وزوجها سعيد، ومعه صحيفة فيها سورة طه يُقرئها لفاطمة، فلمّا أحسّوا بقدوم عمر اختبأ خبّاب بسرعة، وأخفت فاطمة الصحيفة.[٥]


وكان عمر قد سمع قراءة خباب عندما اقترب من بيت سعيد وفاطمة، فدخل وسألهما عمّا سمعه، فلم يُجيباه، فأخبرهما أنّه علم بإسلامهما، وبينما كانت فاطمة تدافع عن زوجها؛ شجّها عمر على وجهها، فقالت له: "نعم، قد أسلمنا وآمنّا بالله ورسوله، فاصنع ما بدا لك".[٥]


إعلان عمر رضي الله عنه إسلامه

عندما رأى عمر الدم على وجه أخته ندم على فعلته ورقّ قلبه لها، ورأى الصحيفة فطلب منها أن تعطيها إياه، فقالت له: "لا يمسها إلا الطاهر"، فذهب واغتسل، ثمّ أعطته الصحيفة وقرأ ما فيها من سورة طه، فقال: "ما أحسن هذا الكلام وأكرمه"! فخرج خبّاب من مخبئه وقال: "يا عمر، والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصّك بدعوة نبيّه"، وأخبره عن دعوة النبي بأن يعزّ الله دينه بإسلام عمر، فطلب عمر من خباب أن يدلّه على مكان النبي، وجاء إليه وأعلن إسلامه.[٦]

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 209، جزء 8. بتصرّف.
  2. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 131، جزء 5. بتصرّف.
  3. "فاطمة بنت الخطاب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2023. بتصرّف.
  4. أبو الربيع الكلاعي، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، صفحة 205، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 202-203. بتصرّف.
  6. محمد رأفت سعيد، تاريخ نزول القرآن، صفحة 330. بتصرّف.