آيات قرآنية نزلت في الصحابة

الصحابة في القرآن الكريم

أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلّم- واختار له من خير البشر صحابةً له كانوا له عونًا وسندًا؛ فآمنوا به، وصدقوه، واتبعوا كل ما أمرهم به، وكثيرًا ما قدموا من تضحيات في سبيل نشر الدعوة الإسلامية،^[١] وقد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة في مدح الصحابة والثناء عليهم تبين مكانتهم وفضلهم على العموم،^[٢] كما قد وردت آيات قرآنية تبيّن مواقفهم وظروفهم في مختلف مراحل الدعوة الإسلامية منذ بداية بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وفاته،^[٣] وفي درجة اتباعهم لأوامر ونواهي الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلّم-،^[٣] وفي هذا المقال سيتم بيان مجموعة من الآيات التي نزلت في الصحابة -رضوان الله عليهم- في أحوال ومواقف مختلفة.

آيات قرآنية نزلت في الصحابة

آيات نزلت في أبي بكر الصديق

• قال تعالى:{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}،^[٤] تبين هذه الآية شرف صحبة أبي بكر -رضي الله عنه- مع النبي عليه الصلاة والسلام، ووقوفه مع النبي -صلى الله عليه وسلّم- في أصعب المواقف، واختبائه معه من المشركين في الغار أثناء الهجرة.^[٥]
• قال تعالى:{وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى}،^[٦] نزلت هذه الآيات في أبي بكر دلالة على كرمه في إنفاقه أغلب أمواله على المسلمين.^[٧]

آيات نزلت في سعد بن أبي وقاص

قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}،^[٨] نزلت هذه الآيات الكريمة في حق سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مع والدته المشركة، حينما رفض أن يشرك بالله؛ فقد حلفت ألا تأكل ولا تشرب ولا تكلمه أبدًا ثلاثة أيام حتى يكفر بدين الله، واستمرت على ذلك حتى غُمي عليها، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- هذه الآيات.^[٩]

آيات نزلت في العباس بن عبد المطلب

قال تعالى: {يا أيُّها النَّبِي قُـلْ لِمَن فِي أيْدِيكُم مِنَ الأسْرَى إن يَعْلَم اللّهُ فِي قُلُوبِكُم خَيْرَاً يُؤْتِكُم خَيْرَاً مِما أُخِذَ مِنْكُم ويَغْفِر لكُم واللّهُ غَفُورٌ رَحِيم}،^[١٠] أُسر العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- في يوم بدر مع عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث، فطلب منه الرسول أن يفد نفسه ومن معه فهو ذو مال؛ فنزلت هذه الآيات.^[١١]

آيات نزلت في زيد بن حارثة

قال تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}،^[١٢]زيد بن حارثة -رضي الله عنه- هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم، وقد نزلت هذه الآية لإبطال حكم التبني.^[١٣]

آيات نزلت في عبادة بن الصامت

قال تعالى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ* ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون}،^[١٤] نزلت هذه الآيات حينما تبرأ عبادة -رضي الله عنه- من اليهود.^[١٥]