زيد بن حارثة

هو الصحابي زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة، كنيته أبو أسامة، كان ممن سُبي قبل الإسلام، حتى أُهدي لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فوهبته لزوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كان حينها يبلغ -رضي الله عنه- من العمر ثماني سنين، وقد أطلق عليه الصحابة -رضوان الله عليهم- لقب حِبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، استشهد زيد -رضي الله عنه- في معركة مؤتة، في جمادى الأول، وعمره خمس وخمسون عامًا -رحمه الله تعالى-،[١] وفي هذا المقال ذكر السبب الذي ذُكر لأجله اسم زيد -رضي الله عنه- في القرآن الكريم.


لماذا ذكر الصحابي زيد في القرآن

خصّ الله -عزّ وجلّ- الصحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- بذكر اسمه في القرآن الكريم، فقد تبنّاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قبل الإسلام من شدّة حُبّه -عليه الصلاة والسلام- له، وما إن جاء الإسلام حتى حرّم التبنّي بشكلٍ قطعيّ، إلّا أنَّ زيدًا -رضي الله عنه- كان يشعر تحت جناح رسول الله بالأمان والطمأنينة، حتى أنَّه عندما خُيّر بين الرجوع مع أبيه وأعمامه رفض ذلك، وآثر أن يبقى مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أن يعود معهم إلى أهله وقبيلته، فقد كان يعلم أنَّ لا أحداً بمكانة وشرف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فما إن حرّم الإسلام التبنيّ ونهى عنه حتى أراد الله -تعالى- أن يعوض زيد -رضي الله عنه- بمكانةٍ لم يحظَ بها غيره من الصحابة -رضوان الله عليهم-، وهو ذكر اسمه -رضي الله عنه- في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا}،[٢] وفي هذا مؤانسةً لزيد -رضي الله عنه- وتعويضاً عن شرّف أبوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- له.[٣]


تبني النبي لزيد بن حارثة

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد تبنّا زيدًا بن الحارثة مدةً إلى أن حرّمت الشريعة الإسلامية حكم التبني الذي اعتاده الناس في عصر الجاهلية، وقد بيّنت الشريعة الإسلامية ذلك بزواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من زينب بنت جحش التي كانت متزوجة لزيد بن حارثة -رضي الله عنه-، وهي ابنة عمّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فنزلت الشريعة الإسلامية بتزوج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من زينب بنت جحش كي يُبطل التبني عملياً والذي كان آنذاك منتشرًا في الجاهلية؛ فنزل قول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا}،[٤] وهكذا فإنَّ زواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من زينب كان لتحريم التبني الذي كان منتشرًا بالجاهلية.[٥]


المراجع

  1. "زيـد بن حارثة"، قصة الإسلام، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2021. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:37
  3. إسلام ويب (23/06/2019)، "تبَنِّي النبي لِزيْدِ بن حارثة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/5/2021. بتصرّف.
  4. سورة الأحزاب ، آية:37
  5. "ذكر الله زيد بن حارثة "رضي الله عنه" باسمه في القرآن"، إسلام ويب، 19/5/2003، اطّلع عليه بتاريخ 18/5/2021. بتصرّف.