التعريف بالصحابية أم كلثوم بنت علي

هي الصحابية الكريمة أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب الهاشميّة، وأمّها هي فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- ابنة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وقد وُلِدت أم كلثوم بنت علي في حياة النبي الكريم،[١] وتزوّجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وتزوّجت بعد وفاته أيضاً، وسيتم فيما يأتي ذكر قصة زواجها -رضي الله عنها-.


قصة زواج الصحابية أم كلثوم بنت علي

تقدّم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بطلب أم كلثوم من والدها علي -رضي الله عنه-، وتزوّجها وأنجبت له ابناً وبنتاً، وهما: زيد بن عمر، ورقية بنت عمر، وقد أكرم عمر أم كلثوم إكراماً كثيراً، وذُكِر أنّه أصدقها أربعين ألف درهمٍ إجلالاً لها لنسبها برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٢]


وقد قال ابن سعد: "عن عطاء الخراساني أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفاً"،[٣] وقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ينظر إلى زوجته أم كلثوم بعين الإكرام والإجلال، وحظيت عنده بمكانةٍ عالية، وعاشت عنده حياةً كريمة طيّبة.[٤]


وبعد وفاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تقدّم إليها ابن عمّها عَوْن بن جعفر -رضي الله عنه- وتزوّجها، ثمّ لمّا توفّي تزوّجها أخوه محمد بن جعفر -رضي الله عنه-، فمات عنها، فتزوّجها أخوه عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه-، وتوفّيت عنده.[٥]


وقد كان عبد الله بن جعفر متزوِّجاً من زينب بن علي أخت أم كلثوم -رضي الله عنهم-، وأنجبت له أربعة أولاد وبنت، وماتت عنده أيضاً، إذْ تزوّج من زينب ثمّ طلّقها، ثمّ تزوّج أختها أم كلثوم وماتت عنده، وبعد وفاتها رجع إلى زينب بنت علي وظلّت عنده حتى ماتت.[٦]


من مواقف أم كلثوم بنت علي في الإسلام

في يومٍ من الأيام كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يمشي في أنحاء المدينة، فوجد بيت شَعرٍ وتوجّه إليه مع صاحبه أسْلَم، فسمع صوت امرأةٍ تمخض وتبكي، فلمّا سألها عن سبب بكائها قالت: "أَنَا امْرَأَةٌ عَرَبِيَّةٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ"، فبكى عمر -رضي الله عنه- ورجع مسرعاً إلى بيته.[٧]


ولما وصل قال لزوجته أم كلثوم: "هَلْ لَكِ فِي أَجْرٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكِ"؟ فقالت أم كلثوم -رضي الله عنها-: "نعم"، وكان قد أخبرها بحال المرأة التي سمعها تبكي، فأخذ عمر الدقيق والشحم على ظهره، وأخذت أمّ كلثوم ما يصلح للولادة، وذهبا إليها، وجلس عمر مع زوجها ولم يكن يدري أنّه أمير المؤمنين.[٧]


ثم ساعدت أم كلثوم المرأة وبشّرت زوجها بولادة غلامٍ له، إذ قالت: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَشِّرْ صَاحِبَكَ بِغُلَامٍ"، فلمّا سمع الرجل ذلك استعظم فعل عمر وعلم أنّه أمير المؤمنين واعتذر منه، فقال له عمر: "لَا بَأْسَ عَلَيْكِ"، ثمّ أوصى بهم خيراً وجعل لهم نفقةً وذهب.[٧]


وفاة الصحابية أم كلثوم بنت علي

توفّيت أم كلثوم -رضي الله عنها- عام خمسين للهجرة تقريباً،[٨] وقد تُوفّيت هي وابنها زيد في وقتٍ واحد، حيث أُصيب زيد -رضي الله عنه- في حربٍ بين بني عديّ، إذْ خرج ليلاً حتى يُصلح بينهم، فأُصيب أثناء ذلك، وعاش بعدها أياماً ثمّ توفّي مع أمّه في يومٍ واحد.[٩]

المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 464، جزء 8. بتصرّف.
  2. "زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2023. بتصرّف.
  3. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 625، جزء 13.
  4. سيرة الصحابيات الجليلات - أهل بيت النبي الكريم - الدرس ( 1 - 4 ) : السيدة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ( 1 - 2 ) ، قصة زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.6706 "السيدة أم كلثوم بنت علي - قصة زواجها من سيدنا عمر"، موسوعة النابلسي، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2023. بتصرّف.
  5. ابن كثير، السيرة النبوية، صفحة 611، جزء 4. بتصرّف.
  6. "أزواج أم كلثوم بنت علي، وزواج عبد الله بن جعفر منها ومن أختها زينب وأولاده"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2023. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 136، جزء 7. بتصرّف.
  8. الصفدي، الوافي بالوفيات، صفحة 272، جزء 24. بتصرّف.
  9. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1956، جزء 4. بتصرّف.