عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المكي، ولد في العام السادس من الفيل، كان من أوائل الذين أسلموا، وقد شهد -رضي الله عنه- الهجرتين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنّة، وقد كان أحد الرواة الذين رووا عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- عدداً من الأحاديث، وقد تزوّج بابنتي الرسول محمّد -صلى الله عليه وآله وسلّم-.[١]


حياء عثمان بن عفان

ورد في حياء عثمان بن عفان -رضي الله عنه- العديد من الآثار والأحاديث، ومنها ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ)؛[٢] فاتّصاف عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بخلق الحياء العظيم الذي جعل منه مثلاً حتّى أمام الملائكة.[٣]


نماذج من حياء عثمان بن عفان

إنَّ الحياء صفة حميدة اتّصف بها الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وقد اتّصف الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- بالحياء اقتداءً بالأنبياء، ومن الذين تميّزوا بالحياء عثمان -رضي الله عنه-، ومن ذلك مجموعة من المواقف التي مرّ بها -رضي الله عنه-، وفي الآتي بيانها:[٤][٥][٦]

  • كان يستحي من نفسه عندما يستحم لأنَّه يزيل عن نفسه الثوب؛ فقد كان يستحي حتّى في خلوته من نفسه، قال الحسن -رضي الله عنه- واصفاً ذلك: (إن كان ليكونُ في البيتِ والبابُ عليهِ مغلقٌ فمايضعُ عنهُ الثوبَ ليُفيضَ عليهِ الماءَ يمنعُهُ الحياءُ أن يُقيمَ صُلْبَهُ)؛[٧] فقد كان شديد الحياء.
  • شهد له النبي محمّد -صلى الله عليه وسلّم- بحيائه؛ عندما قام واعتدل في جلسته وغطّى ساقيه عندما استأذن عثمان -رضي الله عنه- ليدخل عليه، مع أنّه عندما دخل عليه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- لم يعدّل رسول الله جلسته أو يغطّي ساقيه؛ فقالت عائشة -رضي الله عنها- في ذلك الموقف للنبي -صلى الله عليه وسلّم- تسأله عن السبب: (دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ).[٢]

المراجع

  1. جلال الدين السيوطي، كتاب تاريخ الخلفاء، صفحة 117-118. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401، حديث صحيح.
  3. "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة الإسلام، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2021. بتصرّف.
  4. "لماذا كانت الملائكة تستحي من عثمان رضي الله عنه "، الإسلام سؤال وجواب، 05-05-2014، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2021. بتصرّف.
  5. فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ (25-9-2018)، "صور من حياء الصحابة رضي الله عنهم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2021. بتصرّف.
  6. "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة الإسلام، 21-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2021. بتصرّف.
  7. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سالم أبو الجميع، الصفحة أو الرقم:2/9، حديث إسناده صحيح.