تعريف بعبد الله بن مسعود

هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، حليف بني زهرة، والدته هي أم عبد بنت عبد وُد، وقيل: هي أم عبد بنت الحارث بن زهرة، كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُلقِّبه بابن أم عبد، وكنيته المتعارف عليها هي أبو عبد الرحمن، وقد ذُكِر أنّه -رضي الله عنه- كان من أوائل الذي أسلموا، وقيل إنّه سادس من أسلم، وقد شارك في غزوة بدر، وغزوة أُحُد، وغزوة الخندق، وبيعة الرضوان، وغيرهم من الغزوات والمشاهد، وقد هاجر -رضي الله عنه- الهجرتين، وقد روى عبد الله عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثمانمئة وثمانية وأربعين حديثاً، اتُّفق على أربعة وستين منها، وانفرد البخاري بأحدٍ وعشرين رواية، وانفرد مسلم بخمسة وثلاثين رواية، وقد مات -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، في سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، ودُفِن في مقبرة البقيع، وكان ممن صلّى عليه كلاً من: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام -رضي الله عنهم أجمعين-، وكان عمره يوم تُوفِّي قرابة ثلاث وستين سنة.[١]





صفات عبد الله بن مسعود

الصفات الخَلقيّة

ذكرت كتب السير مجموعة من الصفات الشكليّة التي امتاز بها الصحابي عبد الله بن مسعود، وفيما يلي ذكر بعضها:[٢]

  • نحيف الجسم.
  • لا يُخضب الشيب.
  • ذو بشرة سمراء.
  • قصير الطول.
  • رفيع الساقين.
  • عظيم البطن


الصفات الخُلقيّة

كان للصحابي عبد الله -رضي الله عنه- خصائص في شخصيته أعانته على التميّز بدوره في الإسلام، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٣]

  • العلم الوفير: لقب -رضي الله عنه- بفقيه الأمة، فقد قال عنه الذهبي -رحمه الله تعالى-: "كان عبد الله معدوداً في أذكياء العلماء"، وقد قال فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُذُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ فَبَدَأَ به وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ)،[٤] وممّا ساعده -رضي الله عنه- على ذلك كثرة ملازمته للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • الأمانة: ومن الأمور التي تدل على أمانة عبد الله ما رواه -رضي الله عنه-: (كنتُ أرْعى غَنمًا لعُقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، فمَرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ، فقال: يا غُلامُ، هل مِن لَبنٍ؟ قُلتُ: نعمْ، ولكنِّي مُؤتمَنٌ. قال: فهل مِن شاةٍ لم يَنْزُ عليها الفَحلُ؟ فأتَيتُه بشاةٍ، فمسَحَ ضَرعَها، فنزَلَ لَبنٌ، فحلَبَ في إناءٍ، فشرِبَ، وسَقى أبا بَكرٍ. ثُمَّ قال للضَّرعِ: اقلِصْ. فقَلَصَ. قال: ثُمَّ أتَيتُه بعدَ هذا، ثُمَّ اتَّفَقا، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني مِن هذا القَولِ. فمسَحَ رَأْسي، وقال: يَرحَمُكَ اللهُ، إنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعلَّمٌ).[٥]
  • مستجاب الدعاء: فقد روى الإمام أحمد -رحمه الله- حديث عبدالله -رضي الله عنه- عندما قال: (أنَّه كان في المَسجدِ يَدعو، فدخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَدعو، فقال: "سَلْ تُعطَه"، وهو يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ إيمانًا لا يرتَدُّ، ونَعيمًا لا ينفَدُ، ومُرافقةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، في أَعلى غُرَفِ الجنَّةِ، جنَّةِ الخُلدِ).[٦]


المراجع

  1. "عبد الله بن مسعود"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 24/9/2021. بتصرّف.
  2. الذهبي، شمس الدين، كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، صفحة 462. بتصرّف.
  3. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (11/12/2013)، "مقتطفات من سيرة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 24/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2464، حديث صحيح.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:465، حديث حسن.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3797، حديث صحيح لغيره.