هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار، وأمّه أم عبدالله بنت عبد ود بن سواء بن قريم ابن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم، وكان -رضي الله عنه- يُعرف بأمّه فيُقال له ابن أم عبد،[١][٢] وقد كان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام فهو سادس من أسلم،[٣] وكان له اثنين من الإخوة وهم: عتبة، وعميس، وقد تزوج -رضي الله عنه- من زينب بنت عبد الله بن معاوية بن عتاب بن الأسعد ابن غاضرة بن حطيط بن جثم وأنجبت له ثلاثة أولاد ويُعرف اسم اثنين منهم وهما: عبد الرحمن، وأبي عبيدة، كما وأنجبت له العديد من البنات ويُعرف اسم إحداهنّ، وهي سارة بنت عبد الله بن مسعود.[٤]


علم عبد الله بن مسعود

رواية الأحاديث

كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يُعرف بكثرة روايته عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد ثبت له -رضي الله عنه- أربعة وستين حديثاً في الصحيحين، كما انفرد البخاري بأحد وعشرين حديثاً، وانفرد مسلم بخمسة وثلاثين حديثاً، وممّن روى عنه من الصحابة: أبو هريرة، وأبو موسى، وابن عمر، وعمران بن حصين، وابن عباس، وأنس، وأبو أمامة، وجابر -رضي الله عنهم-،[٥] ويعود السبب في كثرة مرويات عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إلى أمرين: أوّلهما سلامة أربعة طرق لمروياته -رضي الله عنه- من أصل خمسة طرق، وثانيهما ما ثبت عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: (فإنَّهُ كانَ يَسمعُ حينَ لا نَسمعُ ، ويدخلُ حينَ لا نَدخُلُ).[٦][٧]


الفقه

كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يُلقّب بفقيه الأمة؛ وذلك لعلمه الغزير في الفقه والإفتاء،[٨] حيث عمد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى بعثه إلى أهل الكوفة فقيهاً وقاضياً، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في وصف عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بأنّه قد علم القرآن الكريم وسنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قد أوصى بالتماس العلم وأخذه عن أربعة وهم: عويمر أبو الدرداء، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام، وأمّا أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- فقد وصفه بأنّه حبر في العلم.[٩]


تفسير القرآن الكريم

كان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يُعرف بعلمه الغزير في تفسير القرآن الكريم حتى بلغ في ذلك منزلة عظيمة، وممّا يدلّ على ذلك ما يأتي:[١٠]

  • شهادة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- على نفسه بكونه أعلم صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالقرآن الكريم، حيث قال -رضي الله عنه-: (وَاللَّهِ لقَدْ أخَذْتُ مِن في رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِضْعًا وسَبْعِينَ سُورَةً، واللَّهِ لقَدْ عَلِمَ أصْحَابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي مِن أعْلَمِهِمْ بكِتَابِ اللَّهِ، وما أنَا بخَيْرِهِمْ)[١١] وقوله -رضي الله عنه-: (وَالَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ ما مِن كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ حَيْثُ نَزَلَتْ، وَما مِن آيَةٍ إلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيما أُنْزِلَتْ، ولو أَعْلَمُ أَحَدًا هو أَعْلَمُ بكِتَابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الإبِلُ، لَرَكِبْتُ إلَيْهِ)،[١٢] وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ شهادته -رضي الله عنه- على نفسه لا يُقصد منها التعالي والتباهي بها، وإنّما الإسراع إليه لحمل العلم.
  • شهادة الصحابة -رضي الله عنهم- لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بعلمه الغزير في القرآن الكريم ومن ذلك ما ثبت عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (ما أرى رجلًا أعلمَ بما أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ).[٦]
  • شهادة تلاميذ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بعلمه الغزير في القرآن الكريم، ومن ذلك شهادة تلميذه مسروق الذي قال: "كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها، ويفسرها عامة النّهار".


مناقب عبد الله بن مسعود

هناك العديد من الفضائل والمناقب التي امتاز بها عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ومنها ما يأتي:[١٣]

  • كان -رضي الله عنه- من أقرأ الصحابة للقرآن الكريم وأحفظهم له، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد).[١٤]
  • كان -رضي الله عنه- ممن هاجر الهجرتين، إلى الحبشة والمدينة، وصلّى القبلتين، بيت المقدس، والكعبة المشرفة.
  • كان -رضي الله عنه- قد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سائر الغزوات.


المراجع

  1. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 280. بتصرّف.
  2. عبد الستار الشيخ، عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الاسلام، صفحة 20-21. بتصرّف.
  3. "عبد الله بن مسعود"، قصة اسلام، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2021. بتصرّف.
  4. عبد الستار الشيخ، عبد الله بن مسعود عميد خملة القرآن وكبير فقهاء الاسلام، صفحة 24-32. بتصرّف.
  5. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 461-462. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه الحاكم ، في المستدرك على الصحيحين، عن أبو مسعود عقبة بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:375، صحيح.
  7. عبد الجواد خلف، مدخل الى التفسير وعلوم القرآن، صفحة 90. بتصرّف.
  8. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 461. بتصرّف.
  9. ابراهيم الشيرازي، طبقات الفقهاء، صفحة 43-44. بتصرّف.
  10. عبد الجواد خلف، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، صفحة 89-90. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5000 ، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2463 ، صحيح.
  13. عبد الجواد خلف، مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، صفحة 86. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:114، صحيح.