الأخوة في الإسلام

الأخوة في معناها العام هي علاقة ربط بين شخصين أو أكثر مشتركين بدم وقرابة، وتوجب بعض الحقوق والواجبات بين الأشخاص المرتبطين في هذه العلاقة، أما في الإسلام فالأخوّة فيه هي علاقةٌ مبدأها ومنتهاها هو إرضاء الله -تعالى- والالتزام بتعليماته والمحبّة فيه، وهي علاقة مبنيّة على الاحترام والحبّ دون التمييز بين الأشخاص المرتبطين فيها؛ فلا فرق فيها بين غنيٍ وفقير أو بين أسود وأبيض؛ قال -عزّ وجلّ- : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[١] كما أنَّ الأخوّة في الإسلام توجب دخول الجنّة؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ) وذكر منهم: (ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه).[٢][٣]



محبة عمر بن الخطاب للرسول

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جليس النبيّ -عليه السلام- وكان محبّاً عظيماً له؛ فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للنبي -عليه السلام-: (يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ)،[٤] وقد كان عمر بن الخطاب مدافعاً عن الرسول لطيفاً معه في جميع أحواله.[٥]


مناقب عمر التي بشرّه الرسول بها

اشتهر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بمناقب عديدة، ومنها ما يأتي:[٦][٧]

  • كان من الملهمين في الدولة الإسلاميّة؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ منهمْ.[٨]
  • كان يقول الحقّ ولا يخشى شيئاً.
  • كان الشيطان يخاف من عمر؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- له: (ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ قَطُّ سالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ).[٩]
  • كان من المبشّرين في الجنّة فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (عشْرةٌ في الجنةِ:) وذكر منهم: (وعُمَرُ في الجنةِ).[١٠]
  • نزل القرآن الكريم موافقاً له في عدّة مواضع.


أعمال عمر في عهد رسول الله

كان لعمر بن الخطاب مكانة عظيمة عند النبي -صلى الله عليه وسلّم- وله مشاركات عظيمة في حياة النبي، وفي الآتي ذكر لمجموعة منها:[٥]

  • كان أحد مستشاري النبيّ -عليه السلام- في المواقف الحاصلة.
  • كان أحد أمناء الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وكان ممّن يقوم على أموال الزكاة.
  • كان أحد كتّاب الوحي.


أعمال عمر بعد وفاة رسول الله واستلامه للخلافة

عندما استلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خلافته كان شديد التعفّف وكان أميناً حريصاً على بيت مال المسلمين وكان الناس في عهده في رخاء، كما وكانوا يحبّونه ويحبّون حكمه الذي كان قائماً على الاستشارة والنصح،[١١] وازدهرت الدولة في عهده ازدهاراً عظيماً وقد قام بإنشاء الدواوين الخاصّة لكل ولاية من ولايات الدولة وأقام على كلّ ولاية قاضياً؛ فكانت الدولة الإسلاميّة في أوج ازدهارها في عهده -رضي الله عنه وأرضاه-.[١٢]



المراجع

  1. سورة الحجرات، آية:10
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، حديث صحيح.
  3. أحمد فتحي النجار (28-8-2012)، "الأخوة والمحبة في الإسلام قيمة تصنع المجتمعات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن هشام، الصفحة أو الرقم:6632، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 479-482. بتصرّف.
  6. أبو الفرج ابن الجوزى، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 27-28. بتصرّف.
  7. محمد السيد الوكيل، جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين دراسة وصفية تحليلية لأحداث تلك الفترة، صفحة 78-79. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2398، حديث صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3294، حديث صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:7002، حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه.
  11. عبد الوهاب النجار، الخلفاء الراشدون، صفحة 243-246. بتصرّف.
  12. محمد السيد الوكيل، جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين دراسة وصفية تحليلية لأحداث تلك الفترة، صفحة 91-92. بتصرّف.