التعريف بزيد بن ثابت

هو زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، وأمّه هي النوار بنت مالك بن معاوية، وقد قُتِل والده قبل الهجرة بخمس سنوات يوم بُعاث،[١] ويُكنّى زيد بن ثابت بأبي سعيد، وقيل: أبو ثابت، وقيل: أبو خارجة، وقيل غير ذلك.[٢]


وعندما قدم النبي الكريم إلى المدينة كان عُمْر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- إحدى عشرة سنة، وكان -رضي الله عنه- من علماء الصحابة، وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وتُوفّي -رضي الله عنه- سنة خمس وأربعين للهجرة، وقيل: تُوفّي سنة خمس وخمسين، وكان عمره أربعةً وخمسين عاماً.[٢]


قيام زيد بن ثابت بجمع القرآن

كان لزيد بن ثابت -رضي الله عنه- فضلاً كبيراً في وصول القرآن إلينا، فقد سخّره الله -سبحانه- لجمع آيات كتابه، إذْ جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- يطرح عليه فكرة جمع القرآن الكريم؛ بسبب وفاة الكثير من القرّاء والحفّاظ في معركة اليمامة، ولكنّ أبا بكر رفض ذلك في بداية الأمر؛ لأنّ النبيّ الكريم لم يفعله.[٣]


وظلّ عمر -رضي الله عنه- يُراجعه في الأمر، ويُخبره عن المصلحة العظيمة في هذا الفعل حتى شرح الله صدر أبي بكر لجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحد، واختار -رضي الله عنه- زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم، إذ قال له: "إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه"، فتتبّع زيد ما كُتب وحُفِظ من القرآن على الرِّقاع والأكتاف ومن صدور الحافظين له حتى جمعه في مصحفٍ واحد.[٣]


من مواقفه زيد بن ثابت ومناقبه

تميّز زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بالعديد من المناقب والفضائل، وكانت له العديد من المواقف المشرّفة في الإسلام، ونذكر أبرز مناقبه ومواقفه فيما يأتي:[٤][١]

  • أراد -رضي الله عنه- المشاركة في غزوة بدر، ولكنّ النبيّ الكريم منعه لصغر سنّه، فشهد غزوة الخندق، وقيل إنه شهد غزوة أحد أيضاً، وفي غزوة تبوك كانت معه راية بني النجّار لأنّه كان حافظاً لكتاب الله -تعالى-.
  • كان -رضي الله عنه- من كتّاب الوحي، وكان يكتب الوحي والرسائل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
  • تولّى -رضي الله عنه- قسم الغنائم في معركة اليرموك.
  • كان -رضي الله عنه- من كِبار العلماء، وكان الناس يأتونه لتعلّم القراءة والفرائض، وللقضاء بينهم والفتوى.
  • روى عنه مجموعةٌ من الصحابة الكِرام، ومنهم: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وابن عمر -رضي الله عنهم-، ومن التابعين: ابن المسيّب، وغيرهم.
  • ذهب زيد -رضي الله عنه- ليركب، فأمسك ابن عباس -رضي الله بالركاب، فقال له زيد: "تنحّ يا ابن عم رسول الله، قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء والكبراء".
  • كان -رضي الله عنه- أحد أصحاب الفتوى الستّة، وهم: "عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ، وأبو موسى، وزيد بن ثابت".
  • كان عمر -رضي الله عنه- يستخلفه مكانه إذا سافر، ولما رجع أعطاه حديقةً من النّخل.
  • قال أبو هريرة -رضي الله عنه- لمّا تُوفّي زيد بن ثابت: "اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً".

المراجع

  1. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 490-491، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "زيد بن ثابت الأنصاري"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 27/4/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 274-275، جزء 1. بتصرّف.
  4. مناع القطان، تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 250-251. بتصرّف.