نبذة عن أبي هريرة

هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، نسبةً إلى قبيلة دوس، ويُكنّى بأبي هريرة، وهُريرة تصغيرُ هرّة، وسببُ تسميته بذلك أنه كانت له هرّةٌ صغيرةٌ يحملها دائماً معه، ولد أبو هريرة -رضي الله عنه- قبل الهجرة بواحدٍ وعشرين عاماً، ونشأ يتيماً وفقيراً في الجاهلية، وأسلم في السنة السابعة للهجرة، حيث جاء إلى المدينة المنورة والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون في غزوة خيبر، ثم لازمَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ملازمةً شديدةً، وتفرّغ لطلب العلم، وكان يسألُ الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- كثيراً، ودعا لهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فحفظ منه الكثير، وأصبح أكثرَ الصحابةِ روايةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى 5374 حديثاً، وقد نقلَ هذه الأحاديث عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- حوالي 800 راوٍ من الصحابة والتابعين، وقد عاش أبو هريرةَ -رضي الله عنه- أغلبَ حياته في المدينة المنورة، وتولى الإمارة فيها أكثر من مرة، وعيَّنهُ الخليفةُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والياً على البحرين ثم عزَله، وتوفي أبو هريرة -رضي الله عنه- بالمدينة المنورة سنة 59 للهجرة.[١]


صفات أبي هريرة الخَلْقية

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- أسمرَ لون البشرة، وقيل بأنه كان أبيضاً، ليَّن الجسد، عريض الكتفين، طويل شعر الرأس وله ضفيرتان، مفترق الأسنان، في لحيته شيبٌ كثير يخضبه باللون الأحمر.[٢]


صفات أبي هريرة الخُلُقية

الصبر والعفاف

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من أشدّ الصحابة فقراً، ومع ذلك فقد كان شديد الصبر على الفقر والجوع، عفيف النفس لا يطلب من أحدٍ شيئاً، وكان من شدة جوعه يشدّ بطنه بالحجارة، وكان يمضي عليه اليوم ولم يأكل شيئاً، وكان يسقطُ في بعض الأحيان على الأرض مُغمى عليه من شدة الجوع، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- من أهل الصُّفة، وهم مجموعةٌ من فقراء الصحابة لا يملكون شيئاً من مالٍ ولا أهلٍ ولا ولدٍ ولا مأوى، تفرغوا للعبادة والعلم والجهاد واعتكفوا في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانوا يُسمون بضيوف الإسلام.[٣]


الجود والكرم

وعلى الرغم من شدة الفقر التي عاشها أبو هريرة -رضي الله عنه- وعانى منها أشد المعاناة إلا أنه كان كريماً جواداً يحب إكرام الضيوف وبذل المعروف، وخاصةً بعد أن أنعم الله عليه بالغنى ويُسر الحال، فقد وصف أحد التابعين كرم أبي هريرة -رضي الله عنه- بعدما كان ضيفاً عنده لمدة طويلة فقال: "نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالمَدِيْنَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلاً أَشَدَّ تَشْمِيراً، وَلاَ أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ".[٤]


المرح والمزاح والتواضع

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- على الرغم من مكانته العالية في الإسلام، وعلمه الواسع وفضله الكبير، واستلامه لأعلى المناصب في الدولة، يتمتع بشخصيةٍ مرحةٍ طيبةٍ لطيفةٍ متواضعةٍ، فلم يكن قاسي الطبع، ولا عبوساً ولا غاضباً مما مرَّ به من شدة وفقر، بل على العكس تماماً، فقد كان ذلك الرجل المبتسم البشوش الذي يمازح من يلقاه بالقول الطيب والكلام اللطيف، فيدخلُ السرور على القلوب، ويرسم البسمة على الوجوه، وهذه هي أخلاق الإسلام الجميلة، وآدابه الرفيعة، ومما يُروى عن مزاح أبي هريرة -رضي الله عنه- وتواضعه أنه مرّ يوماً بالسوق وهو يحمل الحطب على ظهره -وكان حينها أميراً على المدينة المنورة في عهد مروان بن الحكم- فيقول لمن يلقاهُ ممازحاً وضاحكاً: أوسعوا الطريق للأمير، أوسعوا الطريق للأمير.[٥]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 365. بتصرّف.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 586. بتصرّف.
  3. محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 80-82. بتصرّف.
  4. محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 84-85. بتصرّف.
  5. محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 95. بتصرّف.