هو من أحد الصحابة الكبار، بلال بن رباح الحبشي القرشي التيمي، من الطبقة الأولى من المهاجرين، وقد اختلف أهل السير في كنيته، فقيل أنه كان يُكنى بأبي عبد الكريم، وقيل: أبي عبد الله، وقيل أيضاً أبي عمرو، ولد في مكة المكرمة، والدته هي حمامة، وكان -رضي الله عنه- مولى لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وقد أعتقه أبو بكر لوجه الله -عزّ وجلّ-، وقيل أنّه كان مولى لبني جمح، وقد كان بلال -رضي الله عنه- من السابقين الأوائل الذين جهروا بإسلامهم في وقت مبكر، ومن أوائل من عُذّب في سبيل الله -تعالى-، وقد آخى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين الصحابي أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنهما-، وقد قال له رسول الله يوماً عند صلاة الفجر: (يا بلَالُ حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ، فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ).[١][٢][٣]


شخصية بلال بن رباح

اتصفت شخصية الصحابي الجليل بلال بعددٍ من الصفات التي كان لها الأثر العميق في تاريخ الإسلام، يُذكر بعضها فيما يلي:


الصبر والثبات

كان -رضي الله عنه- شديد الصبر على تعذيب المشركين، حيث لا قىى أشد أنواع العذاب على يد أمية بن خلف، فقد كانوا يخرجون به في منتصف الظهيرة في صحراء مكة المكرمة، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو من غير لباس، ثم يأتون بحجر متسعر ثقيل الحجم، فينقله من مكانه عدد من الرجال ويلقون به فوقه، ويطلبوا منه النطق بشرك الله -عزّ وجلّ-، فيرفض -رضي الله عنه- ويصرخ قائلاً: "أحدٌ أحدٌ"، وكانوا يضعون في عنقه حبلاً، ثمّ أمروا صبيانهم أن يطوفوا به -رضي الله عنه- جبال مكة وطرقها، وبلال ما يزال ينطق بأحد أحد.[٣]


الأمانة

فقد كان -رضي الله عنه- خازناً لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على بيت مال المسلمين.[٤]


التواضع

فقد كان -رضي الله عنه- شديد التواضع، بالرغم من قدره وعظم مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند الصحابة الكرام، فقد كان يقول: "إنّما أنا حبشي، كنت بالأمس عبداً" ، وعن زوجته هند -رضي الله عنهما- قالت: "كان بلال إذا أخذ مضجعه قال: اللهم تجاوز عن سيئاتي، واعذرني بعلاتي".[٥]


الصوت الجهوري

عُرِف بلال -رضي الله عنه- بصوته الجهوري، فقد رزقه الله تعالى الصوت الجميل الجهوري، حتى كان -رضي الله عنه- مؤذناً لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فكان أول من أذّن في الإسلام.[٦]


صفات بلال الشكلية

كان بلال -رضي الله عنه- يمتاز بصفاتٍ شكلية تميّز بها عن غيره، فيما يأتي ذكر بعض هذه الصفات:[٧]

  • أجنى؛ أي يميل أعلى ظهره على صدره.
  • أبيض الشعر، لا يغير لون الشيب في شعره.[٨]
  • شديد السمرة.
  • فارع الطول.
  • نحيف جداً.
  • خفيف العارضين، أي قليل شعر الوجه.
  • كثيف الشعر.[٨]


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1149، حديث صحيح.
  2. ابن الأثير، أبو الحسن، أسد الغابة، صفحة 243. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. محمد بن لطفي الصباغ (24/8/2015)، "الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/11/2021. بتصرّف.
  4. ابن العطار، كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام، صفحة 371. بتصرّف.
  5. "بلال بن رباح"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/11/2021. بتصرّف.
  6. ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة، صفحة 243. بتصرّف.
  7. المقريزي، كتاب إمتاع الأسماع، صفحة 132. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سبط ابن الجوزي، كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 330. بتصرّف.