اشتهر بلال بن رباح -رضيَ الله عنه- بلقب مؤذّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث رزقه الله تعالى بالصوت الجهوري الجميل، الذي جعله مؤذناً لرسول الله، فبعد أن انتشر الإسلام وازداد عدد المسلمين أصبح هناك حاجة مُلحَّة لكيفية تجمع المسلمين للصلاة، فاحتار المسلمون بطريقة النِّداء للصلاة، فمنهم من اقترح أن يتخذ المسلمون بُوقاً كاليهود، ومنهم من اقترح ناقوساً أو جرساً كالنصارى،[١] إلى أنْ هدى اللهُ -تعالى- المسلمين للأذان برؤيا في المنام رآها عبد الله بن زيد -رضيَ الله عنه- ذُكرتْ فيها كلماتُ الأذان، فأخبر النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك فأقرَّه، وقال له: (إنَّها لرُؤيا حَقٌّ إنْ شاء اللهُ، فقُمْ مع بِلالٍ فألْقِ عليه ما رَأَيتَ؛ فإنَّه أنْدى صَوتًا منكَ)،[٢] وأكدَّ عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- أنَّه رأى مثل ذلك، فعندها حَمِدَ النبيُّ اللهَ -تعالى على ذلك، فكان أوّل مؤذّن في الإسلام، وكان مؤذّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في سفره وحضره.[٣]


نبذة عن بلال بن رباح

  • هو بلال بن رباح الحبشي الأصل، مولى لأبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه- اشتراه وأعتقه لوجه الله -تعالى- حين رآه يُعذب في شعاب مكة، وُلد بعد عام الفيل بثلاث سنوات أو أقل في مكة، وقيل في السراة، اسم أمه حمامة وكانت مولاة لبني جُمَح، كان -رضيَ الله عنه- طويلاً نحيفاً شديد السُّمرة كثير الشَّعر،[٤][٥]، قيل أنه تزوج من هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف -رضيَ الله عنهما- ولم يُولد له.[٦]
  • من السابقين الأولين الذين عُذبوا في الإسلام فكان صابراً على التوحيد محتسباً،[٧] آخى النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين أبي عبيدة عامر بن الجراح -رضيَ الله عنه-، استأذنَ عمرَ بن الخطاب -رضيَ الله عنه- حين كان خليفة للمسلمين أن يخرج إلى الشام مرابطاً مجاهداً في سبيل الله فأذنَ له، تُوفي -رضيَ الله عنه- سنة عشرين للهجرة، وقيل سنة ثماني عشرة بطاعون عمواس، وكان عمره -رضيَ الله عنه- بضعاً وستين سنة، ودُفِنَ عند الباب الصغير في مقبرة دمشق.[٨][٩]


فضائل بلال بن رباح

تميّز -رضيَ الله عنه- بفضائل ومناقب عديدة، نذكر منها ما يأتي:[١٠]

  • شهادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- له أنَّه من أهل الجنة، وقد دلَّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم-:(فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ).[١١]
  • شهادة عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- أنَّه سيد من سادات الصحابة، وقد دلّ على ذلك قوله -رضيَ الله عنه-:(أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بلَالًا).[١٢]
  • كان -رضيَ الله عنه- محافظاً على الوضوء والصلاة بعده وبعد كلِّ أذان، وقد دلّ على ذلك سؤال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- له:(يا بِلالُ بم سَبقْتَنِي إلى الجنَّةِ ؟ إنني دخَلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمِعتُ خَشخشَتَك أمامي ؟ فقال بلالٌ : يا رسولَ اللهِ ! ما أَذَّنْتُ قطُّ إلَّا صلَّيتُ ركعَتيْنِ ، و لا أصابَني حَدَثٌ قطُّ إلَّا توضَّأتُ عِندَه ).[١٣]
  • كان -رضيَ الله عنه- خازن رسول الله على بيت مال المسلمين، فقد تولى ذلك منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفاه اللهُ -تعالى-، فكان يأتي السائلُ النبيَّ فإن لم يجد ما يعطيه وكَّلَ به بلالاً يستدين له ويعطيه.[١٤]


المراجع

  1. عبداللطيف سلطاني ، كتاب في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 139-140. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأنارؤوط، في تخريج سنن الدارقطني، عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه، الصفحة أو الرقم:935، حسن.
  3. "هل الأذان من الوحي أو اقتراح من صحابي"، الإسلام سؤال وجواب ، 26-2-2000، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2021. بتصرّف.
  4. "بلال بن رباح "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2021. بتصرّف.
  5. ابن الأثير وأبو الحسن ، أسد الغابة، صفحة 243. بتصرّف.
  6. "بلال بن رباح نبذة عنه وعن أسرته ."، إسلام ويب ، 3-3-2003، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2016. بتصرّف.
  7. عبداللطيف سلطاني ، كتاب في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 137. بتصرّف.
  8. سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1835. بتصرّف.
  9. ابن الأثير وأبو الحسن ، أسد الغابة، صفحة 244. بتصرّف.
  10. محمد الصباغ (24-8-2015)، "الصحابي الجليل بلال بن رباح "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1149، صحيح .
  12. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:3754 ، صحيح .
  13. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي ، الصفحة أو الرقم:201، صحيح .
  14. محمد الصباغ (24-8-2015)، "الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2021. بتصرّف.