التعريف بعاتكة بنت زيد

هي الصحابية الكريمة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية، وأخوها هو سعيد بن زيد أحد العشرة المبشّرين بالجنة، أمّا أمّها فهي أم كرز بنت عبد الله بن عمار الحضرميّة، وقد تزوّجت بعبد الله بن أبي بكر، فلمّا مات تزوجها زيد بن الخطاب، فلمّا مات تزوّجها عمر، ثمّ الزبير -رضي الله عنهم-،[١] وعاتكة -رضي الله عنها- صحابية جميلة عُرِفت بحسنها، وهي من المهاجرات إلى المدينة.[٢]


نبذة عن حياة عاتكة بنت زيد

كانت عاتكة بنت زيد زوجةً لعبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهما-، وذكر ابن سعد أنّه جعل لها مالاً كثيراً على أن لا تتزوّج بعده، فلمّا مات أرسل إليها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "قد حرَّمتِ ما أحلّ الله لك، فردّي إلى أهله المال الذي أخذتيه وتزوّجي"، فاستجابت لنصحه، فتقدّم إليها وتزوّجها.[٣]


وقد كانت عاتكة -رضي الله عنها- من العابدات، وحفظت القرآن الكريم، واشتهرت بالشِّعر، وكانت تتمتّع بجمالٍ فائق، وكلما كبرت في العمر ازدادت جمالاً، ولكنّها كانت شديدة الحياء والتقوى، وظلّت بعد وفاة زوجها عبد الله ثلاث سنوات، ثمّ تزوّجها عمر رضي الله عنه -كما أسلفنا-، وبعد وفاته تزوّجها أخوه زيد -رضي الله عنه-، ولما مات تزوّجها الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وكان شديد الغيرة عليها.[٤]


وقيل إنّ محمد بن أبي بكر -رضي الله عنه- تزوّجها بعد أن توفّي الزبير، ثمّ استشهد، فتقدّم لها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ولكنّها رفضت وقالت له: "أضن بابن عم رسول الله على الشهادة"، فقال علي -رضي الله عنه-: "من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة"، ثمّ تزوّجها الحسين بن علي -رضي الله عنه-، واستشهد عنها ولم تتزوّج بعده، وسُمّيت بزوجة الشهداء.[٤]


رثاء عاتكة لأزواجها

اشتهرت عاتكة -رضي الله عنها- بشعر الرّثاء، وقد رثت معظم أزواجها بعد وفاتهم، ومن ذلك:[٥]

  • رثاؤها لعبد الله بن أبي بكر الصديق: توفّي عبد الله -رضي الله عنه- في الطائف بسهمٍ أُصيب به، فرثته عاتكة فقالت:


رُزِيتُ بخَيرِ النَّاسِ بعدَ نَبِيهَّم وبعدَ أبي بكْر وما كَانَ قَصَّراَ


فيا ليتَ لاَ تنفكُّ عيني حزينة عليْكَ وَلَا ينفكُّ جلدي أغبرا


فللَّه عَيْنَا مَنْ رأى مثلَهُ فتى أكرّ وأحمى في الهياج وأصبرا


إذا شرعَتْ فيه الأسَّنةُ خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا



  • رثاؤها لعمر بن الخطاب: لمّا قُتِل عمر -رضي الله عنه- رثته عاتكة قائلةً:


عيني جودِي بعبرةٍ، ونحيبِ لا تملَّي على الجوادِ النَّجيبِ


فَجَعتِني المنوُنُ بِالفَارِسِ المع لم يومَ الهَيَاجِ وَالتَّأييبِ


قُلْ لأَهْلِ الضَّرَّاءِ وَالبُؤْسِ مُوتُوا قَدْ سَقَتْهُ المَنُونُ كَأْسَ شُعُوبِ




غَدَرَ اْبْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسٍ همًّةٍ يَوْمَ اللَّقاءِ وًكَانَ غَيْرَ مُعَرَّدِ


يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ لاَ طَائِشاً رَعْش الجَنَانِ وَلاَ اليَدِ


كَمْ غَمْرةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يُثْنِهِ عنا طرادك يا ابن فقع القردد


ثكلتك أمك إن ظفرت يمثله فِيَما مَضَى ممَّنْ يَرُوحُ وَيَغْتَدِي


وَللَّه رَبّك إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً حَلّتْ عَلَيْك عُقُوبَةُ المُتَعَمَّدِ



  • رثاؤها لمحمد بن أبي بكر: قالت عاتكة في رثاء زوجها محمد:


إِنْ تَقْتُلُوا وَتُمَثَّلُوا بِمُحَمَّدٍ فَمَا كَانَ مِنْ أَجْلِ النَّسَاءِ وَلاَ الخَمْرِ


المراجع

  1. "عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2023. بتصرّف.
  2. خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 242، جزء 3. بتصرّف.
  3. المتقي الهندي، كنز العمال، صفحة 633، جزء 13. بتصرّف.
  4. ^ أ ب بنت زيد (زوجة الشهداء) عاتكة بنت /i2342&t5&p37 "عاتكة بنت زيد (زوجة الشهداء)"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2023. بتصرّف.
  5. ياسين الخطيب، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، صفحة 69. بتصرّف.