كم عدد الصحابة في غزوة خيبر؟

كان عدد الصحابة الذين شاركوا في غزوة خيبر مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ألفًا وأربعمائة مقاتل، منهم مائتي فارس، جهّزهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن أقام العهد في صلح الحديبية مع قريش، فرجع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الحديبية، وجلس بالمدينة في ذي الحجّة وبعض شهر محرّم، ثمّ خرج إلى خيبر، وكان ذلك في في السنة السابعة من الهجرة،[١] حيث خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قاصداً خيبر في الليل، وقد كان هو قائد المعركة حينئذ، وفي الصباح خرج أهل خيبر من حصونهم إلى أعمالهم، حتى رأوا الجيش فرجعوا خائفين، وقالوا: محمدٌ والخميس، يقصدون بذلك الجيش، فأغلقوا باب الحصون عليهم، فقد كانت خيبر عبارة عن مدينة ذات حصون كثيرة وقوية، فيها الطعام والشراب؛ منها حصن العموس، والصعب، والسلالم، والوطيح، ناعم.[٢]


أسباب غزوة خيبر

كانت خيبر هي بؤرة الدسائس والمؤامرات التي تُعدّ لقتال المسلمين، ومصدر الاستفزازت العسكرية، فأهل خيبر هم الذين جمعوا الأحزاب على قتال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأثاروا قبيلة بني قريظة من اليهود على الغدر بالمسلمين وخيانتهم، كما أراد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحقيق الأمن، والسلام والهدوء في المدينة المنورة وما حولها، فكان لا بد منهم أن يوقفوا سلسلة الدماء والقتل، ويتفرغوا لنشر الإسلام والدعوة إلى الله -تعالى-.[٣]


نتائج غزوة خيبر

أسفرت غزوة خيبر العظيمة التي خاضها المسلمون مع يهود خيبر عن عدد كبير من النتائج، وفيما يأتي ذكرها:[٤][٥]

  • أظهرت غزوة خيبر ضعف اليهود وجبنهم، فعلى الرغم من أنّ منطقة خيبر تحوي العديد من الحصون لهم؛ إلّا أنّ الخوف لم يغادرهم أثناء القتال، حيث وصفهم الله -عزّ وجلّ- في كتابه الحكيم فقال: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}.[٦]
  • استشهاد عشرين من المقاتلين المسلمين أثناء فتح خيبر، في حين بلغ عدد قتلى اليهود ثلاثة وتسعين؛ على الرغم من قوة حصونهم ومقاتلتهم من خلفها، وفي ذلك تأكيدٌ على قدرة المسلمين العسكرية، وبراعتهم في القتال، والصبر على ذلك أياماً طويلة وأمام حصون منيعة، مستعيناً بالله -تعالى- وحده.
  • تجلّي بطولة المسلمين أمام اليهود وغيرهم في غزوة خيبر، حتى أنّها دفعت عدداً من القبائل العربية التي كانت تكنّ العداوة للمسلمين إلى طلب الصلح مع المسلمين نتيجة ما شاهدوه من قوة.
  • كسر شوكة الوجود اليهودي في خيبر، وسلب ثقة قريش بهم، ممّا عزز مكانة المسلمين بينهم، ممّا ساعد على انتشار الإسلام في هذه المدينة، وفقدان الأمل من قوة اليهود في الجزيرة العربية.
  • عظمة العائد الاقتصادي الذي عاد على المسلمين بعد فتح المدينة، وتوزيع الغنائم عليهم، حيث كان لانتشار الإسلام الفضل الكبير في رفع اقتصاد المسلمين نتيجةً للفتوحات المتتالية لحصون خيبر.


المراجع

  1. أبو أسماء محمد بن طه، الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية، صفحة 610. بتصرّف.
  2. د. محمد منير الجنباز (9/2/2017)، "ملخص أحداث غزوة خيبر"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 20/10/2021. بتصرّف.
  3. فتحي حمادة (9/7/2013)، "غزوة خيبر ( المحرم سنة 7 هـ )"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/10/2021. بتصرّف.
  4. "دروس وعبر من غزوة خيبر"، إسلام ويب، 18/3/2012، اطّلع عليه بتاريخ 20/10/2021. بتصرّف.
  5. محمد طيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 328-329. بتصرّف.
  6. سورة سورة الحشر، آية:14