لعل أهم ما يجب ذكره في بداية الحديث عن مارية القبطية -رضي الله عنها- وسيرتها وقصة إسلامها، هو أنَّها كانت أمةً لرسول الله، ولم تكن زوجة، أي أنها ليست من أمهات المؤمنين، على الرغم من أنها أنجبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، وهو المولود الوحيد من غير السيدة خديجة رضي الله عنها، إذ كان الرسول يطأها بحكم مُلك اليمين، إذ أحل الله للرسول أن يطأ ما يملك من الإماء، وقد جاء ذلك بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) [الأحزاب: آية 50]، وللتعرف على أهم المحطات في حياة مارية القبطية -رضي الله عنها- سنستكمل هذا المقال لاستعراضها.[١]


قصة إسلام مارية القبطية

كانت مارية القبطية قبل أن تُهدى إلى رسول الله جاريةً لدى المقوقس كبير القبط في مصر، ولما أرسل صلى الله عليه وسلم الرُسل إلى الملوك ليدعوهم إلى الإسلام في السنة السابعة للهجرة، ذهب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى المقوقس، الذي أرسل كثيراً من الهدايا إلى رسول الله من بينها مارية وأختها سيرين، وفي طريقهم إلى المدينة المنورة دعا حاطب مارية وأختها إلى الإسلام فأسلمتا، ويذكر أنه يقال إنها لم تسلم إلا بعد أن وصلت إلى المدينة المنورة، ودعاها رسول الله للإسلام.[٢][٣]


قصة مارية القبطية مع عائشة رضي الله عنهما

اهتم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بمارية القبطية اهتمامًا كبيرًا، وفي بداية الأمر أسكنها إلى جوار السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقبل على مارية في أغلب الأوقات، مما أثار غيرة أم المؤمنين عائشة، وعليه قام رسول الله بنقل مسكن مارية -رضي الله عنها- من جوار السيدة عائشة، ويذكر أن السيدة عائشة قالت: ما غرت على امرأة دون ما غرت على مارية، وذلك لأنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول الله.[٤]


مارية القبطية أم لابن رسول الله

كما ذكرنا سابقًا، فإن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يأتي مارية القبطية بحكم مُلك اليمين، وفي السنة العاشرة للهجرة أنجبت مارية من النبي محمد طفلًا جميلًا يشبه رسول الله، فسماه إبراهيم تيمنًا باسم أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد فرح رسول الله بإبراهيم فرحًا شديدًا، إلا أن إرادة الله قضت أن يمرض، وتوفي بعد ولادته بسنة وستة شهور.[٤]


يذكر أن مارية -رضي الله عنها- حصلت على حريتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها أنجبت منه ولدًا، وذلك استنادًا لقول رسول الله في الحديث الشريف (عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عنه، قال: أيُّما وليدةٍ وُلِدتْ مِن سيِّدِها، فإنَّه لا يَبِيعُها، ولا يهَبُها، ولا يُورِّثُها، وهو يستمتِعُ منها ما عاش، فإذا مات، فهي حُرَّةٌ)[٥]


وفاة مارية القبطية

توفيت مارية القبطية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة السادسة عشر للهجرة، ويذكر أن عمر كان يحشر الناس ليصلوا عليها وقد صلى عليها، كما أنها دفنت في البقيع إلى جوار زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام.[٤]


المراجع

  1. "هل تزوج الرسول بمارية القبطية قائمة المحتويات"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2023.
  2. "هل " مارية القبطية " من أمهات المؤمنين ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2023. بتصرّف.
  3. "كيف أسلمت مارية القبطية؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2023.
  4. ^ أ ب ت "مارية القبطية: الأم الحنون لابن النبي"، د.طارق سويدان، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2023.
  5. رواه شعيب الأرناووط ، في تخريج شرح السنة، عن نافع، الصفحة أو الرقم:2428، إسناده صحيح.