من هو عمر بن الخطاب؟

هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، وهو الخليفة الثاني للمسلمين بعد أبي بكر الصديق، له في الإسلام مكانة مرموقة، ومناقب عظيمة، فقد كان أقرب الناس مصاحبةً ومؤازرةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي بكر، وكان بمثابة الوزير الثاني للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي بكرٍ، وقد بشّره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وكان إسلامه قبل الهجرة بخمس سنوات، وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ يُعزَّ اللهُ الإسلام به، جاء في الحديث: (اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجلينِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ)،[١] فأعز الله الإسلام والمسلمين بعمر بن الخطاب، فقد كانت لعمر هيبةٌ وقوةٌ وشجاعةٌ كبيرة، جعلت المشركين يخافون منه ويهابونه، فقد كان جريئاً في قول الحق لا يخشى أحداً، حتى أنَّ الشيطان كان يفرُّ منه كما أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد لَقَّبَهُ بالفاروق لأنَّه فَرَّقَ بين الحق والباطل، وكان عالماً مُلهماً زاهداً.[٢]


كيف أسلم عمر بن الخطاب؟

اختلفت الروايات الواردة في سبب إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد وردت في ذلك أكثرُ من رواية في كتب السير والتراجم، وجميع تلك الروايات ضعيفة الإسناد، ولكن يُستأنس بها في أنَّ سبب إسلام عمر هو سماع القرآن، وهذا ما اتفقت عليه جميع الروايات، وقد كان سماع القرآن الكريم سبباً في إسلام غالبية من أسلم من الصحابة في مكة المكرمة، ونستطيع أن نلخص تلك الروايات في قصتين رئيستين.[٣]


القصة الأولى

روى ابن سعد في الطبقات الكبرى وغيرُه أنَّ عمر خرج من بيته متقلداً سيفه، يريد أن يقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- فلقيه رجلٌ في طريقه وسأله عن وجهته، فقال له عمر بأنَّه يريد قتل محمد، فأخبره الرجل بأنَّ أخته وزوجها قد أسلما، فغضب عمر وتوجه إلى بيت أخته فاطمة، وكان زوجها هو سعيد بن زيد، وكان عندهما خباب بن الأرت، يقرأ لهما آيات من سورة طه مكتوبة في ورقة، فلما سمعوا صوت عمر خافوا وأخفوا الورقة، واختبأ خباب، فلما دخل عمر سأل أخته وزوجها عن صوت القراءة التي سمعها، فلم يخبراه خوفاً منه، فضربهما عمر بشدة وسال الدم على وجه أخته، فأخبراه حينها أنَّهما مسلمان وأنَّ الذي سمعه هو القرآن، فطلب منهما أن يقرأ الورقة، فقالت له أخته بأنَّه لا يجوز له أن يمسُّ القرآن ويقرأه لأنَّه مشرك حتى يغتسل، فاغتسل عمر ثمَّ أخذ الورقة وبدأ يقرأها، فلما وصل إلى قوله -تعالى-: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}،[٤] تأثر بالقرآن ورَقَّ قلبه، ثم ذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأسلم.[٥]


القصة الثانية

روى الإمام أحمد في مسنده أنَّ عمر خرج من بيته باحثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يتعرّض له بالأذى، فوجده في المسجد يصلي، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورة الحاقة، فوقف عمرُ خلفه يستمع له، فتعجب من روعة القرآن، فقال في نفسه هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ}،[٦] فقال عمر في نفسه هو كاهن، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}،[٧] إلى آخر السورة، فوقع الإسلام في قلب عمر ثمَّ أسلم.[٥]


المراجع

  1. رواه الزركشي (البدر)، في اللآلئ المنثورة ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 175، حديث حسن.
  2. عبد الله الطيار (29/10/2017)، "فضائل عمر بن الخطاب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.
  3. رقم السؤال327548 (21/4/2020)، "هل تصح قصة سبب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.
  4. سورة طه، آية:14
  5. ^ أ ب عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل، "مروياتُ قِصةِ سببِ إِسلامِ عمرَ بنِ الخطابِ"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 3/6/2021. بتصرّف.
  6. سورة الحاقة، آية:40-41
  7. سورة الحاقة، آية:42