أبو بكر الصديق
أبو بكر هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي فهو ينتسب إلى بني تيم بن مرة، يُلقّب والده بأبي قحافة، أمه هي أم الخير بنت صخر بن عامر، ولد -رضي الله عنه- بعد حادثة الفيل بعامين وستة أشهر،[١] كان من أسياد قريش، وعُرف برجاحة عقله، ورزانة تفكيره، وكان من أعرفهم بالأنساب، رفض عبادة الأصنام في الجاهلية، فكان حنيفًا على ملة إبراهيم -عليه السلام-، كما حرّم على نفسه الخمر، عمل بائعاً للثياب في بداية حياته، وتزوج وهو شاب من قتيلة بنت عبد العزى، وتزوج بعدها من أم رومان بنت عامر بن عويمر -رضي الله عنهما-، كان أوّل من أسلم من الرجال،[٢] ثمَّ أسلم على يديه عدد من أفاضل الصحابة، وهو رفيق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حضره وسفره،[١] وقد بويع للخلافة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- وذلك في العام الحادي عشر للهجرة، واستمرت خلافة أبي بكر ما يقارب السنتين وأربعة أشهر،[٢] توفي -رضي الله عنه- في يوم الإثنين من جمادى الأولى، في العام الثالث عشر للهجرة، وكان عمره ثلاثة وستون عاماً.[١]
ما هو لقب أبو بكر الصديق؟
لُقّب أبو بكر -رضي الله عنه- بعدّة ألقاب كانت تدلّ على علُو منزلته، وشرف حسبه، وسُمو مكانته، ومن هذه الألقاب:[٣]
الصِّدّيق
ثبت في الحديث الصحيح أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لقّب أبا بكر بهذا اللقب، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ)،[٤] وليست أفضلية أبي بكر وتلقيبه بهذا اللقب فقط لكونه صادقاً أكثر من غيره ومتحرّياً للصدق، بل إنَّه أيضاً علِم بكلّ ما أخبر به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وصدّقه تصديقاً كاملاً، فوصف الصدِّيق أكمل من وصف الصّادق،[٥] وهو أيضاً دلالة كثرة التصديق، وذُكر بأنَّ السبب هو تصديقه للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حادثة الإسراء والمعراج، فأجمعت الأمة على تسميته بهذا اللقب لمبادرته إلى تصديق النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فاتّصف به ومدحه به الشعراء.[٣]
العتيق
جاء في سند ضعيف أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو من لقّب أبا بكر بهذا اللقب، وذكر المؤرخون عدّة أسباب لتسميته بهذا اللقب، فقيل أنَّه سمي به لجمال وجهه، وقيل لأنَّه صاحب خير قديم، وقيل لعتاقة وجهه، وقيل أنَّه لم يكن يعيش لأمه ولد، فعندما ولدته استقبلت الكعبة وقالت: "اللهم إنَّ هذا عتيقك من الموت فهبه لي"، وقد جمع العلماء بين هذه الأقوال.[٣]
الصاحب
جاء لقبه هذا في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}،[٦] فقد أجمع العلماء بأنَّ المقصود بلقب الصاحب في هذه الآية هو أبو بكر -رضي الله عنه-، يقول الحافظ ابن حجر: "فإن المراد بصاحبه هنا أبو بكر بلا منازع، والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة، ولم يشركه في المنقبة غيره".[٣]
الأتقى
أيضاً جاء هذا اللقب في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى}،[٧] فالمقصود به هو أبو بكر الصديق.[٣]
الأوّاه
يقول إبراهيم النخمي: "كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته"، وقيل أنَّه لُقّب به دلالةً على خوفه ووجله وخشيته لله -سبحانه وتعالى-.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت فريق موقع إسلام ويب (21/10/2003)، "نبذة عن شخصية الخليفة أبي بكر الصديق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب فريق موقع الألوكة (8/4/2015)، "أبو بكر الصديق رضي الله عنه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح علي بن محمد الصلابي (23/7/2019)، "أبو بكر الصديق - أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 24/6/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675 ، حديث صحيح.
- ↑ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، كتاب أبو بكر الصديق أفضل الصحابة، وأحقهم بالخلافة، صفحة 16-17. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:40
- ↑ سورة الليل، آية:17