خالد بن الوليد

هو الصحابيّ الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ القرشيّ، المكنّى بأبي سليمان المكيّ، وخالته أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-،[١] ووالدته هي لُبابة بنت الحارث الهلالية، وكان له ستة إخوة وأختان، وقد وُلد في مكة المكرمة لعائلةٍ من سادات قريش من بني مخزوم، وكان والده الوليد بن المغيرة من أكبر ساداتها وأغناهم وأرفعهم مكانةً، وعُرف بيته بالكرم والجود فكان يرفض إطعام الطعام في غير بيته، فنشأ خالد -رضي الله عنه- في بيئةٍ مترفةٍ غنيةٍ، كما حرص والده على تعليمه الفروسية منذ صغره، وقد توفّي في السنة الحادية والعشرين للهجرة ودُفِن في حمص.[٢]


ما هو لقب خالد بن الوليد؟

لُقّب خالد -رضي الله عنه- بسيف الله؛ إذ كان بطلاً مغواراً، قائداً مجاهداً لا يهاب أحداً، فقد قال عنه رسول الله: (نِعمَ عبدُ اللهِ، وأَخو العَشِيرةِ، وسَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّهُ اللهُ على الكُفَّارِ)،[٣] إذ عُرف -رضي الله عنه- بمواقفه البطولية في المعارك والغزوات، ففي غزوة مؤتة أمّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الجيش كلاً من: زيد بن حارثة، ثمّ جعفر بن أبي طالب إن استشهد زيد، ثمّ عبدالله بن روّاحة إن استشهد جعفر، وقد استشهدوا الأمراء الثلاث، فقدّم المسلمون مباشرةً خالد بن الوليد لقيادة جيش المسلمين، فنزل عند رغبتهم وحمل الراية وقادهم، وانتصروا بقيادته، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ: حتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم).[٤][١]


إنجازات خالد بن الوليد

فتح بلاد الشام

رأى الخليفة أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- فتح بلاد الشام بعدما تمكّن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- من السيطرة على أرض العراق، فاتّجه إلى بلاد الشام، فجمع كلّ جيوش المسلمين في الشام تحت رايةٍ واحدةٍ وأعاد تنظيمها من جديدٍ، حيث قسّم الجيش إلى عدّة كتائب؛ ليُشعر العدو بكثرتهم فيخافهم، وقد جعل لكلّ كتيبةٍ قائداً من المسلمين؛ فجعل أبو عبيدة في إمارة الجيش الأوسط ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وجعل في الميمنة عمرو بن العاص يُرافقه شرحبيل بن حسنة، وفي الميسرة يزيد بن أبي سفيان.[٥]


حروب الردّة

بدأت حركة الردّة في المجتمع الإسلاميّ بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فاختار الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خالد بن الوليد ليقود حملة المسلمين ضدّ المرتدين عن الإسلام، فتصدّى للمرأة التي ادّعت النبوّة، وواجه مسيلمة الكذّاب، ووقعت حربٌ قويةٌ بين جيش المسلمين والمرتدّين انتهت بمقتل مسيلمة.[٥]


صفات خالد بن الوليد

امتاز الصحابي الجليل خالد -رضي الله عنه- بالأخلاق الحميدة والصفات النبيلة يُذكر منها:[٦]

  • القيادة الناجحة: حازت شخصية خالد -رضي الله عنه- جميع مهارات القتال، وصفات القائد الناجح، تمثّل ذلك في نجاحه بخوض المعارك، ورسم هزائم العدو، فكان تفوّقه واضحاً في الاستراتيجيات العسكرية في القتال، وبالتالي تحقيق النصر، وقد كان ذلك قبل إسلامه وتعزّز بعده.
  • القدرة على بناء المجتمع بناءً قوياً: فسعى -رضي الله عنه- في تحقيق دوره الأساسي في نشر الإسلام بين الناس، والدعوة إلى الله -تعالى-.


المراجع

  1. ^ أ ب "خالد بن الوليد هو الصحابي الملقب بسيف الله المسلول"، إسلام ويب، 4/8/2008، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  2. تامر بدر (7/3/2014)، "خالد بن الوليد"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مسند أبي بكر، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:138، حديث صحيح بشواهده.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4262، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب تامر بدر (7/3/2014)، "خالد بن الوليد"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  6. الدعاة/خالد بن الوليد...سيف الله المسلول/i17248&p34 " خالد بن الوليد...سيف الله المسلول"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.