الصحابي الجليل الفارس الشجاع الفصيح الداهية: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي، لعل أشهر صفاته التي عرف بها الدهاء، إذ لقب بداهية العرب، وكذلك عُرف عنه الشجاعة والإقدام والفصاحة، ويذكر أن عمرو من العاص كان من المعادين للإسلام في بدايته، فقد ذهب إلى الحبشة لمَّا هاجر المسلمون إليها، حتى يعيدهم إلى قريش، ولكن دهاءه خانه بفضل الله في تلك المرة، وقد أسلم عمرو بن العاص في السنة الثامنة للهجرة قبل فتح مكة، بعد أن نصحه النجاشي بالإسلام، وقد شارك مع رسول الله في فتح مكة، وكذلك في الفتوحات الإسلامية بعد ذلك، وخلال هذا المقال سنلقي نظرة مختصرة على بعض أشهر صفات عمرو بن العاص رضي الله عنه.[١]


صفات عمرو بن العاص

فيما يلي ذكر وتوضيح لبعض أهم صفات عمرو بن العاص:


دهاء عمرو بن العاص

لعل الدهاء هي أولى الصفات التي لا بد البدء فيها عن عمرو بن العاص، لأنه اشتهر بهذه الصفة، إذ قيل عنه داهية العرب، وكان عمرو داهية قبل الإسلام وبعده، وهناك العديد من الروايات التي ظهر فيها دهاؤه، ومنها ما عرف باسم "داء قطاع الطرق"؛ إذ أمسك به ذات مرة قطاع طرق دون أن يعرفوا هويته، فأقنعهم أنه فيه داء إذا سال دمه قتل كل من حوله، وأن من أمسكه، فإن الداء ينتقل إليه، فما كان من قطاع الطرق إلا أن هربوا عن زعيمهم الذي أمسك بعمرو، فبقي عمرو والزعيم، وقال له عمر، الآن سأريك ما هو الداء أنه الذكاء، فتمكّن عمرو منه.[١]


ومن الروايات الأخرى عن دهاء عمرو بن العاص والتي أثنى عليها رسول الله، أنه حين كان قائدًا لجيش المسلمين في معركة ذات السلاسل، منع الجيش من إشعال النار، على الرغم من أن الجو كان شديد البرودة، ولما شكاه المسلمون لرسول الله، قال ابن العاص أنه فعل ذلك خشية أن يعلم العدو قلة عدد المسلمين ويكيدوا لهم، فأثنى رسول الله على فعله.[١]


فصاحة وبلاغة عمرو بن العاص

يعد عمر بن الخطاب من أشهر من أشاد بفصاحة عمرو بن العاص، إذ إنه كان عندما يستمع لشخص ركيك اللفظ، أو لا يجيد قراءة القرآن الكريم، يقول: "سبحان الله خالق هذا وخالق عمرو بن العاص"، وكما جاء عن بن الخطاب رضي الله عنه، أنه لما طلب من عمرو بن العاص أن يصف له مصر، قال بن الخطاب أنه وصفه لها وكأنه رآها.[٢]


فقه واجتهاد عمرو بن العاص

ذكر عن عمرو بن العاص أنه أُرسل على سرية من المسلمين، وكان البرد شديداً، وقد قام لصلاة الصبح وهو جُنب من الاحتلام، فغسل فرجه وتوضأ كما يتوضأ للصلاة، وصلى بالجنود، فلما رجعوا إلى المدينة أخبر من كان معه رسول الله بفعله، فناداه رسول الله، وسأله عن ذلك فأقر ذلك، وقال إن البرد كان شديداً، وأنه لو اغتسل لمات، وأنه استند لقول الله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء: آية 29]، فما كان من رسول الله إلا أنه ضحك، ولم ينهه أو يأمره بإعادة الصلاة.[٣] (وهنا نص الحديث)


المراجع

  1. ^ أ ب ت "دهاء عمرو بن العاص .. “الذي آمن وأسلم الناس”"، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2023. بتصرّف.
  2. منير الغضبان، كتاب فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان، صفحة 240. بتصرّف.
  3. حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 239. بتصرّف.