مقبرة البقيع

تعد مقبرة البقيع المقبرة الرئيسة التي يُدفن بها أهل المدينة، وتقع بالنسبة للمسجد النبوي في الجنوب الشرقي، وتعدّ هذه المقبرة الموضع الذي اختاره الله -تعالى- لنبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- مدفناً والمثوى الأخير لموتى المسلمين في المدينة المنورة، وفي هذا المقال ذكر أول صحابي دفن في البقيع.[١]


أول من دفن بالبقيع

أول من دفن في البقيع من المهاجرين

ذكر العلماء أنّ أول صحابي دُفن في البقيع من المهاجرين هو الصحابي عثمان بن مظعون رضي الله عنه، وقد بكى عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بكاءً شديداً، وعند دفنه -رضي الله عنه- قبّله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والدموع تسيل على وجنتيه الشريفتين، وقد قال ابن الحجر العسقلاني -رحمه الله تعالى- في وفاة عثمان بن مظعون رضي الله عنه: " توفي بعد شهوده بدراً في السنّة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دُفِن بالبقيع منهم".[٢]


أول من دفن في البقيع من الأنصار

ذكر البغوي -رحمه الله تعالى- أنّ الصحابي أسعد بن زرارة الأنصاري، الخزرجي النجاري هو أول صحابي دفن بالبقيع من الأنصار، حيث صلّى عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان أسعد -رضي الله عنه- قد سمع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فذهب إليه يسمع منه، فعرض عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الإسلام، وقرأ عليه من القرآن، حتى أسلم ورجع إلى المدينة، فكان من أول من دخل بالإسلام من أهل المدينة، وقد شهد العقبتين، وكان نقيباً على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنّاً منه -رضي الله عنه-، توفي أسعد بن زرارة -رضي الله عنه- بعد الهجرة مباشرة، ولم يكتمل بناء المسجد النبوي حينها بعد، وقيل أنّ وفاته كانت بسبب ذبحة أو شهقة رضي الله عنه.[٣]


فضل الدفن في مقبرة البقيع

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُرغّب في الموت في المدينة، فقال عليه -الصلاة والسلام-: (منِ اسْتَطَاعَ أنْ يموتَ بالمدينةِ فلْيَمُتْ بِها، فإنِّي أَشْفَعُ لمَنْ يموتُ بها)،[٤] حيث إنّ البقيع يعد المدفن الأول الرئيس في المدينة المنورة؛ فذلك يستلزم الترغيب في الدفن في مقبرة البقيع، وقد روي عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنّه كان يقول: (اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً في سَبيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتي في بَلَدِ رَسولِكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)،[٥] وفيما يأتي ذكر بعض فضائل الدفن في مقبرة البقيع:[٦]

  • يحظى من يدفن في البقيع على تعهّد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالدعاء والزيارة له: فقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- ذلك فقالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كُلَّما كانَ لَيْلَتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَخْرُجُ مِن آخِرِ اللَّيْلِ إلى البَقِيعِ، فيَقولُ: السَّلَامُ علَيْكُم دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، بكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ وَلَمْ يُقِمْ قُتَيْبَةُ قَوْلَهُ وَأَتَاكُمْ).[٧]
  • يحظى من يدفن في البقيع في الغالب على الصلاة في المسجد النبوي: وفي ذلك يكون عدد المصليين عليه كبيراً جداً، فينال شفاعة المصليين بإذن الله تعالى، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن مَيِّتٍ تُصَلِّي عليه أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ له، إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ).[٨]



مواضيع أخرى:

من أول صحابي استشهد في الإسلام؟

أول من توفي من الصحابة


المراجع

  1. أبو الحاكم زياد المرواني الجهني (2/8/2017)، "القول البديع في ذكر مقبرة البقيع"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  2. "أول من دفن بالبقيع من المهاجرين رقم الفتوى: 19667"، إسلام ويب، 22/7/2002، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  3. "أسعد بن زرارة"، قصة إسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2020. بتصرّف.
  4. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:8385، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1890 ، حديث صحيح.
  6. أبو الحاكم زياد المرواني الجهني (2/8/2017)، "القول البديع في ذكر مقبرة البقيع"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:974، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 947، حديث صحيح.