التعريف بأسماء بنت أبي بكر

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، وقد أسلمت -رضي الله عنها- في مكة قديماً، وبايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزوجها هو الزبير بن العوام بن خويلد أحد العشرة المبشّرين بالجنّة،[١] وهي أم عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم-، وأخت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.[٢]


وقد وُلِدت أسماء -رضي الله عنها- قبل الهجرة النبوية بسبعة وعشرين عاماً، وهاجرت مع زوجها الزبير وهي حامل بعبد الله، فولدته عند أول قدومهم للمدينة بقباء، ثمّ ولدت للزبير أثناء حياتها بعد ذلك: عروة، والمنذر، والمهاجر، وعاصم، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة.[٣]


وكانت أسماء -رضي الله عنها- آخر المهاجرين وفاةً، فقد تُوفِّيت في عام ثلاثٍ وسبعين للهجرة، وكان عمرها نحو مئة سنة، وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث الموجودة في صحيحي البخاري ومسلم وفي كتب السُّنن.[٣]


فضائل ومواقف لأسماء رضي الله عنها

موقفها في هجرة النبيّ وأبيها

كان لأسماء -رضي الله عنها- موقفاً عظيماً أثناء هجرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ووالدها إلى المدينة، فقد كانت تأخذ لهم الطعام، ولم تجد ما تضع فيه ذلك، فشقّت نطاقها -خمارٍ لها- إلى نصفين لتشدّ به الطعام، ووضعته في شقٍّ منهما وتطوّقت بالنصف الآخر، فلُقِّبت -رضي الله عنها- بسبب ذلك بذات النطاقين.[٤]


وتروي لنا أسماء -رضي الله عنها- ذلك فتقول: (صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِ أبِي بَكْرٍ، حِينَ أرَادَ أنْ يُهَاجِرَ إلى المَدِينَةِ، قالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، ولَا لِسِقَائِهِ ما نَرْبِطُهُما به، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: واللَّهِ ما أجِدُ شيئًا أرْبِطُ به إلَّا نِطَاقِي، قالَ: فَشُقِّيهِ باثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ: بوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ، فَلِذلكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ).[٥]


حياتها مع زوجها الزبير

كانت أسماء -رضي الله عنها- امرأةً صابرة، فقد تزوّجها الزبير بن العوام -رضي الله عنه- ولم يكن له أرضٌ ولا مالٌ إلا فرسه، وكان -رضي الله عنه- كثيراً ما ينشغل بالجهاد، فكانت أسماء -رضي الله عنها- تساعده فتعلف الفرس، وتأتي بالمؤونة والماء، وتعجن العجين، ويخبزنه لها جاراتها من الأنصار، وكانت تنقل النّوى على رأسها من الأرض التي أعطاها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للزبير.[٦]


وذات يومٍ رآها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وبعض صحابته تحمل النّوى على رأسها، فناداها حتى تركب الجمل، ولكنّها استحيت من سيرها مع الرجال، وتذكّرت غيرة زوجها عليها، فعرف النبي ذلك من حالها؛ فمضى دون أن يحرجها، ولمّا رجعت أخبرت الزبير بذلك، فقال لها: "والله لحملك النّوى كان أشد علي من ركوبك معه"، فأرسل أبو بكر -رضي الله عنه- لها خادمةً تكفيها من خدمة الفرس وما يحتاجه.[٧]


فضائل أخرى لأسماء

كانت أسماء -رضي الله عنها- صحابية فاضلة، وقد شهدت اليرموك وكانت تمرّض المرضى، وكانت فصيحةً في الشِّعر،[٨] واشتُهرت بالكرم والسخاء، فقد كانت تعتق كلّ مملوكٍ لها، وكانت تقول لأهلها وبناتها: "أنفقوا أو أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا، وإن تصدقتن لم تجدن فقده".[٩]

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 196، جزء 8. بتصرّف.
  2. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 11، جزء 18. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أحمد الساعاتي، حاشية كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صفحة 417، جزء 22. بتصرّف.
  4. سعود بن عيد الصاعدي، الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة، صفحة 210، جزء 11. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:2979، صحيح.
  6. "شروح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
  7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 197، جزء 8. بتصرّف.
  8. الأوقاف المصرية، موسوعة الأعلام، صفحة 117، جزء 2. بتصرّف.
  9. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 198، جزء 8. بتصرّف.