عثمان بن عفان

هو أمير المؤمنين، صهر النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ القرشيّ، يلتقي في النسب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف، كان يكنى بأبي عبد الله وأبي عمرو، وأمُّه هي أروى بنت كريز بن عبد شمس، وأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب، فجدة عثمان لأمه هي عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد كان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين الأولين، فقد كان رابع المسلمين، وأسلم على يد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد لُقب بذي النورين بسبب زواجه من ابنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدتان رقية وأم كلثوم -رضي الله عنهما- وقد مات مقتولاً في داره على يد الخوارج، جاء في الحديث: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ).[١][٢]


مقتل عثمان بن عفان

سبب مقتل عثمان

يتلخص سبب مقتل عثمان -رضي الله عنه- في قيام فتنة كبيرة أحدثها بعض المتآمرين والحاقدين عليه، فقد نسبوا إليه كذباً وزوراً أموراً لم يفعلها، ولفقوا له تهماً باطلة، وقاموا بإثارة الناس وإخراجهم للنيل منه، وهيّجوا أهل الولايات للخروج عليه، فخرج عليه أقوام من مصر والبصرة والكوفة وغيرها، وقد حشدوا له ما يقرب من ألفي شخص حاصروه في داره قرابة الشهرين، وكانوا يريدون عزله أو قتله، وكان على رأسهم اليهودي عبد الله بن سبأ.[٣]


كيف تمَّ قتل عثمان؟

بعد أن حاصر الخوارج عثمان بن عفان في داره، وكانوا يحاولون دخول الدار دون جدوى، بسبب وجود الصحابة فيها، حيث كانوا يحمون عثمان ويمنعون الخوارج من الدخول، لكن عثمان في نهاية الأمر أمر الصحابة بالخروج، ونهاهم عن مقاتلة الخوارج، لأنَّه كان على يقين من مصيره الذي أخبره عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء في الحديث عن الصحابة: (فلمَّا كان يَومُ الدَّارِ وحُصِرَ فيها، قُلنا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ألَا تُقاتِلُ؟ قال: لا، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَهِدَ إليَّ عَهدًا، وإنِّي صابِرٌ نَفْسي عليه)،[٤] وكان أيضاً لا يريد أن يكون سبباً في موت أحد، فدخل عليه الخوارج وهو يقرأ القرآن وضربوه بسيوفهم فقتلوه، وكان عمره اثنين وثمانين عاماً، وكان ذلك في صباح يوم الجمعة في الثاني عشر من ذي الحجة من السنة الخامسة والثلاثين للهجرة.[٥]


مَن قتل عثمان؟

اختُلف في اسم قاتل عثمان بن عفان، فقيل هو كنانة بن بشر التجيبي، وقيل هو سودان بن حمران السكوني، والحقيقة أنَّ مجموعة من الأشخاص اجتمعوا على قتله، وكان منهم هذان، وهما أول من باشر بقتله -رضي الله عنه- وقد ساعدهم في تلك الفعلة الشنيعة قتيرة السكوني، الذي طعن عثمان تسع طعنات بالخنجر، والغافقي بن حرب العكي الذي بدأ بضرب عثمان بالسيف، وركل مصحفه برجله، وعاونهم أيضاً حرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة، والأشتر مالك بن الحارث النخعي وغيرهم، وقد انتقم الله -تعالى- من قتلة عثمان جميعاً، فماتوا كلهم مقتولين.[٦]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3675، حديث صحيح.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 578. بتصرّف.
  3. رقم الفتوى: 29774 (10/3/2003)، "مقتل عثمان وموقف علي ومعاوية من قتلته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/7/2021. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:24253، حديث صحيح.
  5. رقم السؤال239015 (4/11/2015)، "وقفات مع قتل عثمان بن عفان ، وهل بين القتلة أحد من الصحابة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/7/2021. بتصرّف.