أول صحابي ولد في الإسلام

أول مولود في الإسلام

يعدُّ أول مولود في الإسلام في المدينة هو عبد الله بن الزبير، وقد ثبت هذا عن أمه أسماء -رضي الله عنها-، لكن في ذلك تفصيل، قال الحافظ ابن حجر: "وكان أول مولود ولد في الإسلام -أي بالمدينة من المهاجرين- فأمَّا من ولد بغير المدينة من المهاجرين فقيل: عبد الله بن جعفر بالحبشة، وأمَّا من الأنصار بالمدينة فكان أول مولود ولد لهم بعد الهجرة مسلمة بن مخلد كما رواه ابن أبي شيبة، وقيل: النعمان بن بشير"، وبهذا يكون أول مولود في الإسلام بالتحديد هو عبد الله بن جعفر الذي ولد في الحبشة، وأول مولود من المهاجرين بعد الهجرة هو عبد الله بن الزبير، وأول مولود من الأنصار بعد الهجرة هو النعمان بن بشير.^[١]

أول مولود قبل الهجرة

عبد الله بن جعفر

هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، والده جعفر الطيار ابن عم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، وعمّه عليّ بن أبي طالب، وأمه هي أسماء بنت عميس، وكان والداه من المسلمين الأوائل، وهاجرا في الهجرتين، فكانت ولادته في الحبشة،^[٢] كان رضي الله عنه آخِر شخص من بني هاشم قد رأى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- وصحابته، عُرف بجوده وكرمه، وكان يصلح للإمامة، وكان له شأن كبير.^[٣]    

أول مولود بعد الهجرة من المهاجرين

عبد الله بن الزبير بن العوام

هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، والده حواري رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، أمه هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، كنيته أبو بكر، وقيل أبو خبيب، سماه النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- باسم جده، ولد في المدينة في عام الهجرة، فكان أول مولود للمهاجرين في المدينة، فعن أمه رضي الله عنها: (أنَّهَا حَمَلَتْ بعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ بمَكَّةَ قالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فأتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكانَ أَوَّلَ شيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا له وَبَرَّكَ عليه، وَكانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإسْلَامِ)،^[٤] حفظ وروى الحديث عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، وعرف بشجاعته، وصفه ابن عباس قائلا: "عفيف الإسلام، قارئ القرآن"، وقال عنه عثمان بن طلحة: "كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة: شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة"، وقال أبو إسحاق: "ما رأيت أحداً أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير"، وذكر ابن عروة أنه: "أول من كسا الكعبة الديباج ابن الزبير، وكان يطيبها حتى يوجد ريحها من طرف الحرم، وكانت كسوتها قبله الأنطاع"، وقال الذهبي عن روايته للحديث: " مسنده نحو من ثلاثة وثلاثين حديثاً، اتفقا له على حديث واحد، وانفرد البخاري بستة أحاديث، ومسلم بحديثين"، شهد مع أبيه معركة اليرموك، كما شهد فتح أفريقيا، تولّى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، وقُتل -رضي الله عنه- في السنة الثالثة والسبعين للهجرة.^[٥]

أول مولود بعد الهجرة من الأنصار

النعمان بن بشير

هو النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، ولد في العام الثاني من الهجرة، قال الواقدي: "كان أول مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهراً"،^[٦] ويقول البخاري بأنَّه ولد في العام الأول من الهجرة، هو صاحب النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- وابن صاحبه، يكنى بأبي عبد الله ويقال أبو محمد، وهو ابن أخت عبد الله بن رواحة، اتفق على أنَّه من صبيان الصحابة، سمع من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، وكان أميرا عالمًا،^[٧] وروى الحديث عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وعن عمر -رضي الله عنه-، استلم ولاية الكوفة، ثم ولاية حمص، وقُتل بها -رضي الله عنه-.^[٦]