شخصية زيد بن الحارثة وصفاته

اتصف الصحابي الجليل زيد بن الحارثة -رضي الله عنه- بجميل الصفات ومكارم الأخلاق، فقد كان -رضي الله عنه- صاحب عقيدة راسخة، وإيمان ثابت، ويقين عميق، شجاعاً محباً للجهاد، حكيماً مخلصاً، صادقاً وفياً، وفيما يلي التفصيل في أبرز ملامح شخصيته:


قوة الإيمان والعقيدة

كان -رضي الله عنه- قوياً في إيمانه وعقيدته، جازماً في تصديقه للحق، فكان أسبق الناس في تصديق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به، فهو من السابقين الأولين في الإسلام، وكان أول من أسلم من الموالي.[١][٢]


الشجاعة وحب الجهاد

كان -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً، يُقبل على الجهاد والتضحية في سبيل الله -تعالى-، فهو فارسٌ مغوارُ، بطل من أبطال الصحابة الذين جاهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزواته ومعاركه، وامتاز -رضي الله عنه- بقيادته الحكيمة، وجرأته في إظهار كلمة الحق، وقوته في إعلاء راية الإسلام.


وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستخلفه في المدينة المنورة في بعض أسفاره، ويجعله قائداً على كل جيش يكون فيه، وأميراً على المسلمين، حيث جاء في الحديث: (ما بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيدَ بنَ حارِثةَ في جَيشٍ قَطُّ إلَّا أمَّرَه عليهم، ولو بقِيَ بَعدَه لاستَخْلَفَه).[٣]


وكان -رضي الله عنه- القائد الأول على المسلمين في غزوة مؤتة، حيث عيّنه النبي -صلى الله عليه وسلم قائداً على الجيش فيها؛ لِعلمه -صلى الله عليه وسلم- بشجاعته وبسالته وحكمته في القيادة، حيث كانت غزوة مؤتة من أعظم المعارك التي خاضها المسلمون، فقاد المعركة بكل براعة وحكمة، حتى استشهد فيها -رضي الله عنه-.[٤]


الإخلاص والوفاء

ظهرت صفتا الإخلاص والمحبة وتجلت في شخصيته في موقفه برفض مفارقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإيثاره البقاء معه وعدم تركه، فعندما جاء أبوه وعمه إليه، وقد كانا يبحثان عنه، وطلبا منه العودة إلى أهله والرجوع إلى دياره وقبيلته رفض ذلك، وآثر البقاء مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، لشدة محبته وتعلقه بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فهو الذي ربّاه واعتنى به منذ صغره، ونشأ في بيته، وتعلّم منه، ورأى منه عظيم الأخلاق والصفات، فتمسّك به ولم يرضَ بذلك.[٥]


وقد كان ردّه -رضي الله عنه- عندما طلبوا منه الرجوع معه: "ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم"، فقال له أبوه: "ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك؟"، فأجاب زيد -رضي الله عنه-: "نعم قد رأيت من هذا الرجل شيء، ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبداً".


المراجع

  1. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 197. بتصرّف.
  2. "زيـد بن حارثة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:26410، إسناده حسن.
  4. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 496. بتصرّف.
  5. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 495-496. بتصرّف.