تعريف بالصحابي زيد بن حارثة

هو الصحابي الجليل زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر، من بني قضاعة، حبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد أحبه -صلّى الله عليه وسلّم- حباً كبيراً، حتى أطلق عليه الصحابة اسم زيد الحبّ، وكان -رضي الله عنه- قد تزوّج من زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، ولكن زواجهما لم يستمر كثيراً حتى طلقها زيد، فتزوّجها بعد ذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، تأكيداً على انتهاء العمل بالتبنّي الذي عُمل به في الجاهلية، وحرّمه الإسلام.[١]


ما هي صفات زيد بن حارثة؟

الصفات الشكلية

اتصف زيد -رضي الله عنه- بعدّة صفات خَلقيّة، فيما يأتي ذكر بعضها:[٢][٣]

  • قصير القامة.
  • أسمر البشرة.
  • أفطس الأنف، أي أن قصبة أنفه منخفضة.


الصفات الأخلاقية

كان للصحابي الجليل الكثير من الأخلاق الحميدة التي يتصف بها، والصفات الكريمة التي يتحلّى بها -رضي الله عنه-، وفيما يأتي ذكرها:

  • الشجاعة: كان زيد -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً، امتاز بالقوة في الحق، والجرأة في إعلاء راية الإسلام، حيث استعمله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في معركة مؤتة، فوضعه قائداً لثلاثة آلافٍ من المسلمين مقابل مئتي ألف من الروم، فكان زيد القائد الأول للمسلمين فيها، لِما يملك من صفات قيادية وشخصية حديدية، فأقبل بكلّ شجاعةٍ وإقدامٍ حتى نال الشهادة في سبيل الله.[٤]
  • الوفاء: وظهر ذلك جليّاً في شخصيته -رضي الله عنه- عندما رفض العودة مع أبيه وعمه إلى أهله وقبيلته؛ وفاءً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فآثر البقاء مع من ربّاه واعتنى به، ونشأ في بيته منذ الصغر.[٥]
  • الإيمان العميق: فكان -رضي الله عنه- أول من أسلم من الموالي على القول الراجح عند العلماء.[٦]


حب زيد بن حارثة للنبي

ويتجلى ذلك في قصة تبني النبي لزيد بن حارثة:[٥]

  • كان زيد -رضي الله عنه- قد سُبي أي أُسر، وهو في الثامنة من عمره، ثمّ عُرض في سوق حباشة؛ وهو سوق قريب من مكّة، كان العرب يتجمّعون فيه ويتسوّقون منه في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فأهدته خديجة لزوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فتبنّاه -عليه الصلاة والسلام-، وكان ذلك قبل الإسلام.
  • ثمّ طاف به النبي صلى الله عليه وسلم في قريش يعلن أنّه أصبح ابنه يرثه من بعده، وفي تلك الأثناء نقل الكلبيون الخبر لوالده حارثة بن شرحبيل، فلم يُعجبه ذلك، فقال: "ابني وربّ الكعبة"، فانطلق أبوه وعمه كعب ابنا شراحيل لفدائه، فجاءا مكة يبحثان عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتى وجداه.
  • فقال حارثة: "يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه"، فردّ عليهم -عليه الصلاة السلام- مُكرهاً بأنّه سيستشير زيداً في الأمر، فإن اختارهم فسيتركه لهم، وأمّا إن اختاره فسيبقى عنده.
  • فاستدعاه رسول الله وسأله إن كان يعرفهما فأجاب بالإيجاب، فخيّره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين صحبته أو العودة مع أبيه وعمه؛ فأجاب -رضي الله عنه-: "ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم"، فقالوا له: "ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمّك وعلى أهل بيتك"، فقال: "نعم قد رأيت من هذا الرجل شيء ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبد"، فلم يُعجب ذلك أبوه، ظنّاً منه أنّه اختار العبودية على الحرية..
  • فلمّا سمع رسول الله ما كان من زيد؛ خرج به، وأشهد النّاس على أنّ زيداً أصبح ابنه، ومن بعدها أصبح يُنادى بزيدٍ بن محمدٍ، فكان أوّل من أسلم من الموالي، واستمر نسبه إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حتى أُنزل قول الله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)،[٧] فرجع اسمه زيد بن حارثة.


مناقب زيد بن حارثة

  • الصحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه صريحاً في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولً).[٨][٥]
  • أحب الناس لرسول الله، حيث كان يلقّب بحبّ رسول الله، فجاء في الحديث: ((أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَخْزُومِيَّةِ، فقالوا: مَن يَجْتَرِئُ عليه إلَّا أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٩][١٠]
  • شهادة رسول الله له باستحقاقه وكفاءته بالإمارة، فقد روى ابن عمر -رضي الله عنه- فقال: (بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْثًا، وأَمَّرَ عليهم أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، فَطُعِنَ في إمَارَتِهِ، وقالَ: إنْ تَطْعَنُوا في إمَارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ في إمَارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلِهِ، وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ).[١١][١٠]


المراجع

  1. "زيد بن حارثة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2021. بتصرّف.
  2. "سيدنا زيد بن حارثة"، موسوعة النابلسي، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2021. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 141. بتصرّف.
  4. د.حسام الدين السامرائي (24/1/2013)، "الشجاعة مواقف"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "زيـد بن حارثة"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  6. محمد بن عبدالله الشمراني، "عشر صور مشرقة من حياة شباب الصحابة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  7. سورة سورة الأحزاب، آية:5
  8. سورة سورة الأحزاب، آية:37
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3732، حديث صحيح.
  10. ^ أ ب والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ***/فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما/i338&d264573&c&p1 "كتاب فضائل الصحابة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 12/10/2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:7187، صحيح.