التعريف بعروة بن الزبير

عروة بن الزبير هو تابعيٌّ جليل، وهو عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أخو عبد الله بن الزبير وأصغر منه بثلاثين عاماً تقريباً، وقد وُلِد عام 23 للهجرة، وعاش في مصر سبع سنواتٍ تقريباً، وكان -رحمه الله- مُحدِّثاً وصاحب علم، فكان يعلّم تلاميذه الحديث وما جرى من الأحداث في صدر الإسلام، وذكر الطبري والواقدي وابن إسحاق بعض كتاباته في السيرة.[١]


وهو أقدم مَن كتب في السيرة النبوية حسب شهادة الواقدي والسخاوي، ويعدّ أحد الفقهاء السّبعة، وتميّز بورعه وعبادته، فكان قانتاً يبتعد عن الفتن،[٢] أمّا عائلته فهم:[٣]

  • أبوه: الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة.
  • أمه: ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-.
  • خالته: أم المؤمنين وزوجة النبي عائشة -رضي الله عنه-.
  • جدّه لأمّه: أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-.
  • جدّته لأبيه: عمّة رسول الله صفية بنت عبد المطلب -رضي الله عنها-.
  • أخوه: عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-.


مناقب عروة بن الزبير

نشأ عروة بن الزبير في المدينة، وتربّى فيها، ولم يُنقل عن حياته المبكّرة سِوى القليل جداً في ثنايا مروياته، ولكنّ نسبه وحبّه للعلم ميّزاه في زمنه، فقد أفنى عمره في العلم، وكان يقول: "لقد كان يبلغني الحديث عن الصحابي فآتيه، فأجده قد قال من القيلولة، فأجلس على بابه أسأله عنه"، ونذكر أبرز مناقبه وما تميّز به في النقاط الآتية:[٤]

  • سعة علمه واطّلاعه ومعرفته

كان -رحمه الله- واسع المعرفة، وشمل ذلك علمه في التفسير، والحديث، والفقه، والشعر، وتميّز بسعة اطّلاعه ومعرفته بالسيرة والمغازي، حتى قال الزهري عنه: "كان بحراً لا ينزف، ولا تُكدِّره الدِّلاء".


  • حُسن خُلقه وعبادته

كان -رحمه الله- رجلاً مجتهداً في العبادة، فلا يُخالف علمه وقوله عمله، وكان قوَّاماً لليل، كثير الصوم في النّهار، كثير الدعاء واللجوء إلى ربّه، حتى قال: "إني لأسأل الله ما أريده في صلاتي حتى أسأله الملح"، وكان يقرأ كلّ يومٍ ربع القرآن، وتوفّي وهو صائم، وتميّز في حياته بالصبر، والحلم، والعفّة، والكرم، والزهد، والصلاح، واجتناب الفتن.


  • مكانته التاريخية

يعدّ عروة بن الزبير أوّل مَن دوّن في السيرة والمغازي -كما أسلفنا سابقاً-، ولكن لم يكن ذلك على شكل كتب، وإنما رسائل ومرويات عديدة يجمع كل منها موضوعاً أو حديثاً معينا، وتُشبه ما يُسمّى الآن بالفصل في الكتاب.


وقد جمع العديد من أهل العلم شيئاً من هذه المكتوبات وذكروها في كتبهم، وممّن جمعها: ابن كثير في "البداية والنهاية"، والواقدي في "المغازي"، والذهبي في "السيرة" و "المغازي"، وابن سعد في "الطبقات"، وابن الأثير في "أسد الغابة"، وابن هشام في "السيرة"، وغيرهم من أهل العلم.


وفاة عروة بن الزبير بن العوام

ظلّ عروة بن الزبير -رحمه الله- معروفاً بين النّاس بحسن خلقه وعلمه حتى تُوفّي عام 94 للهجرة، وكان عمره وقتئذ سبعين عاماً تقريباً، وظلّ الناس يذكرونه بالخير بعد مماته ويُثنون عليه، وقد قال جرير بن عبد الحميد عن هشام بن عروة: "ما سمعت أحدًا من أهل الأهواء يذكر عروة إلا بخير".[٣]

المراجع

  1. فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي، صفحة 70، جزء 2. بتصرّف.
  2. عصام الحميدان، السيرة النبوية من خلال أهم كتب التفسير، صفحة 23. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "عروة بن الزبير بن العوام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2023. بتصرّف.
  4. أحمد عبد الحميد عبد الحق، "عروة بن الزبير رضي الله عنه؛ مؤسس علم التاريخ عند المسلمين"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2023. بتصرّف.