التعريف بأسيد بن حضير

هو الصحابي أُسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصاريّ المدنيّ، وكنيته أبو يحيى، وقيل: أبو عتيك، وقيل: أبو عمرو، وقيل غير ذلك، وأمّه هي أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس، وقيل: أم أسيد بنت سين بن كرز، وقد آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أُسيد وبين زيد بن حارثة -رضي الله عنهما-، وتوفّي أسيد عام 20هـ أو قبله، وقيل: توفّي عام 21هـ.[١]


إسلام أسيد بن حضير

أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير إلى يثرب حتى يدعو النّاس إلى الله -تعالى-، فلمّا تزايد عدد المسلمين عزم أسيد بن حضير -وقد كان زعيم الأوس- على إخراج مصعب -رضي الله عنه- من يثرب، فجاء إليه ووجده في بستانٍ لعبد الأشهل يقرأ على النّاس القرآن ويدعوهم إلى دين الله -تعالى-، فأخرج حربته واتّجه نحو ذلك البستان.[٢]


ولمّا رأى أسعد بن زرارة أسيد قادماً نحو مصعب قال: "ويحك يا مصعب، هذا سيد قومه، وأرجحهم عقلا: أسيد بن حضير، فإن يسلم يتبعه في إسلامه خلق كثير، فاصدق الله فيه"، فلمّا جاء أسيد قال لمصعب وصاحبه أسعد: " ما جاء بكما إلى ديارنا، وأغراكما بضعفائنا؟! اعتزلا هذا الحي إن كانت لكما بنفسيكما حاجة".[٢]


ولكن مصعب -رضي الله عنه- التفت إليه وقال: "يا سيد قومه، هل لك في خير من ذلك"؟ فسأله أسيد عن ذلك، فطلب منه أن يجلس معهم ويسمع شيئاً من القرآن والدعوة، فإنْ أعجبه ذلك قَبِل، وإن لم يرضَ بما سمع يذهبون عنه بعيداً، فقبل بهذا ووجده منصفاً، ولمّا سمع آياتٍ من القرآن شرح الله صدره، وظهر ذلك على وجهه، وسأله عن طريقة الدخول للإسلام، فأمره مصعب أن يغتسل ويتطهّر، ولقّنه الشهادة، وصلّى ركعتين لله -تعالى-.[٢]


من مناقب أسيد بن حضير وفضائله

تميّز الصحابي الكريم أسيد بن حضير -رضي الله عنه- بالعديد من الفضائل والمناقب، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]

  • أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على العديد من الصحابة الكِرام، وكان منهم أسيد -رضي الله عنه-، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (... نِعْمَ الرجلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ...).[٤]


  • قالت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: "ثلاثة من الأنصار من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر -رضي الله عنهم-".


  • كان أسيد -رضي الله عنه- من أحسن النّاس صوتاً وترتيلاً في قراءته للقرآن الكريم.


  • كان أسيد -رضي الله عنه- صاحب أخلاقٍ كريمة، ويُحبّ المزاح، ومن ذلك أنّه كان يتحدّث مع مجموعةٍ مع الصحابة ويُضحكهم، فطعنه النبي الكريم مازحاً بعودٍ على خاصرته، فطلب أسيد من النبيّ الكريم أن يستدّ، فوقف النبي أمامه، فقال له أسيد: "إن عليك قميصًا وليس عليَّ قميص"، ولمّا رفع النبيّ قميصه احتضنه أسيد وجعل يقبّل خاصرته، وقال: "إنما أردت هذا يا رسول الله".[٥]


وتميّز أسيد -رضي الله عنه- بالذكاء والفطنة ورجاحة الرأي، وكان أبوه حضير كاتباً، وهو رئيس الأوس يوم بُعاث، وقُتِل حينها، واشتهر أسيد بعده بالكتابة أيضاً، وكان -رضي الله عنه- واحداً من السبعين أنصارياً الذين بايعو النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيعة العقبة، كما أن أسيد كان أحد النّقباء الاثني عشر الذين عيّنهم النبيّ الكريم على أقوامهم.[٦]


وكان أسيد في الجاهلية شريفاً في قومه، وفي الإسلام كذلك، ولم يشهد مع النبي الكريم غزوة بدر هو وعدد من الصحابة؛ لأنّهم ظنّوا عدم وجود قتالٍ ولا حرب فيها، وقد شهد أسيد -رضي الله عنه- غزوة أحد، وجُرح فيها سبع جراحات، وظلّ ثابتاً مع النبي الكريم يُدافع عنه، ثمّ شهد الخندق والمشاهد كلّها مع النبي -عليه الصلاة والسلام-.[٦]

المراجع

  1. "أسيد بن حضير"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت مجدي الهلالي، تحقيق الوصال بين القلب والقرآن، صفحة 29. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3795، صحيح.
  5. "أسيد بن حضير"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2023. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الحاكم، المستدرك على الصحيحين، صفحة 334، جزء 4. بتصرّف.