عثمان بن عفان
هو الصحابي الجليل أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشيّ الأمويّ، أبو عبد اللَّه، وأبو عمر، وأمُّهُ هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس، وقد أسلمت، وأمُّها هي البيضاء بنت عبد المطلب، عمَّةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ولد عثمان في مكة بعد عام الفيل بست سنوات، وكان من السابقين إلى الإسلام، فأسلم على يد أبي بكر الصديق، وكان عثمان جميل الوجه، نحيف الجسم، متوسط الطول، كثيف اللحية، عريض الأكتاف، وكان ذا حياءٍ شديد، وذا خُلُق رَفيع، وقد كانت له مناقب عظيمة وفضائل كثيرة في الإسلام، فهو أول من هاجر من المسلمين إلى أرض الحبشة، مع زوجته رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي توفيت في أيام غزوة بدر، فَزَوَّجَهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من أختها أم كلثوم، فلُقب بذي النورين، وكان عثمان أحد العشرة الذين شهد لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة.[١]
كيف نقتدي بعثمان بن عفان؟
إنَّ الصحابي عثمان بن عفان -رضي لله عنه- قدوةٌ لكل مسلم، فأخلاقه وصفاته تحثُّ المسلم على فعل الخير والارتقاء بالنفس إلى معالي الأمور، ومن تلك الأخلاق والصفات:
الجود والكرم
فقد كان عثمان من أكثر الصحابة جوداً وكرماً، وكان يبذل المال وينفقه من غير تردد، خالصاً لوجه الله -تعالى- يبتغي به رضوان الله، والأمثلة على جوده وكرمه كثيرة، فمنها تجهيزه لجيش العُسرة في غزوة تبوك، فقد تبرع بتسعمائة وخمسين بعيراً، وخمسين فرساً، وبألف دينار وسبعمائة أوقية من الذهب أعطاها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومنها شراؤُه لبئر رُومة بعشرين ألف درهم، وجعلهِ صدقة للمسلمين يشربون منه، ومنها أنَّه كان يعتق في كل جمعة رقبةً في سبيل الله، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي تدل على كرم عثمان وجوده الذي ليس له مثيل، فقد كان كثير الإنفاق والتصدق على فقراء المسلمين، وما ذلك إلا اتباعاً لسُنَّةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهديه، واقتداءً به، حيث قال: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).[٢][٣]
الحياء
كان عثمان شديد الحياء، حتى أنَّ هذه الصفة أصبحت من أشهر صفاته، والحياءُ من الإيمان، لأنَّ المؤمن يرى نفسه عبداً ذليلاً لله -تبارك وتعالى- فيستحي منه، ويعترف بنقصه وعجزه أمام ربه، فيكون ذا حياءٍ مع عباد الله أيضاً، وقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بهذا الخلق العظيم، وكان يستحي منه كما يستحي عثمان منه، حتى أنَّه قال: (أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ)،[٤] ومن حياء عثمان غضه للبصر عن العورات والمحارم، وخفض الصوت وعدم الصراخ، والاستئذان قبل الدخول، وغير ذلك من الآداب والأخلاق الحسنة.[٥]
التواضع
كان عثمان متواضعاً هيِّناً ليِّناً، مقتدياً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أمثله تواضعه، أنَّه كان ينام على الحصى في المسجد وهو أمير المؤمنين، ولا يتخذ حرساً، وكان يتحدث مع الجميع ولا يرد أحداً، وكان لا يوقظ أهله في الليل إذا كانوا نائمين ويخدم نفسه بنفسه، وكان ينزل عن فرسه إذا رأى عمَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- العباس مارَّاً في الطريق حتى يتجاوزه، احتراماً وتقديراً وتواضعاً، ومحبةً للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]
المراجع
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 377. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، حديث صحيح.
- ↑ قصة الإسلام (21/7/2008)، "الكرم في حياة عثمان بن عفان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401 ، حديث صحيح.
- ^ أ ب قصة الإسلام (21/7/2008)، "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2021. بتصرّف.