عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، والدته أروى بنت كريز، وقد لُقّب -رضي الله عنه- بذي النورين؛ وذلك لأنّه تزوّج من ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-، فكان قد تزوّج في أول الأمر من رقية -رضي الله عنها-، وبعد وفاتها تزوّج من أختها أم كلثوم -رضي الله عنها-، وقد كان عثمان -رضي الله عنه- من أوائل الصحابة الذين دخلوا في الإسلام، حيث دعاه أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- للإسلام واستجاب له عثمان مباشرةً في ذات المجلس، وقد بشّره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالشهادة قبل وفاته، فعندما صعد -عليه الصلاة والسلام- جبال أحد اهتزّت، وقد كان معه الصديق أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم أجمعين-، فقال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (اسْكُنْ أُحُدُ -أظُنُّهُ ضَرَبَهُ برِجْلِهِ-، فليسَ عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ).[١][٢]
ما هي صفات عثمان بن عفان؟
الصفات الخَلقيّة
امتاز عثمان -رضي الله عنه- بعدّة صفات شكلية، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٣]
- معتدل الطول، ليس بالقصير ولا الطويل.
- عريض المنكبين، ضخم عظام المفاصل.
- كثيف اللحية، وشعر الرأس والجسد.
- طويل الأنف، مع حدب في أوسطه.
- ذراعاه طويلتان.
- أبيض البشرة.
- أجعد الشعر.
- حسن الوجه.
- ضخم الساقين.
- جميل الثغر.
الصفات الخُلقيّة
ذكرت كتب السير الكثير من الأخلاق الحميدة التي اتّصف بها الصحابي عثمان -رضي الله عنه-، وفيما يأتي ذكر نبذةٍ عنها:[٤]
- الحياء: كان -رضي الله عنه- شديد الحياء، فيُذكر أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- كان جالساً في بيت عائشة -رضي الله عنه- يوماً، وساقاه مكشوفتان، فدخل عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فلم يغير -عليه الصلاة والسلام- من جلسته، ثمَّ بعد ذلك دخل عمر -رضي الله عنه- ولم يغير أيضاً أيّ شيء في جلسته، حتى دخل عليه عثمان -رضي الله عنه-، فعدّل -صلّى الله عليه وسلّم- جلسته وأسدل ثيابه، فلمّا خرج قالت عائشة لرسول الله: (دَخَل أبو بكر فلم تَهْتشّ له ولم تُبَاله، ثم دَخَل عُمر فلم تَهتَشّ له ولم تُبَالِه، ثم دَخَل عثمان فجَلستَ وسَوّيت ثيابك؟ فقال: ألا أسْتَحي مِن رَجل تَستحي منه الملائكة).[٥]
- الكرم والجود: عُرِف -رضي الله عنه- بعطاءه وبذله في سبيل الله -تعالى-، فعندما كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يجهّز جيش العسرة قدِم إليه عثمان -رضي الله عنه- وهو يحمل ألف دينار، ووضعها في حجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ففرح -عليه الصلاة والسلام- من فعلته هذا وأخذ يُقبّلها وهو يقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد هذا اليوم.
- صلة الأرحام: فقد كان -رضي الله عنه- حريصاً على صلة الرحم، حيث وصفه علي -كرّم الله وجهه- بذلك فقال: "كان عثمان أوْصَلنا للرّحِم".
- التواضع: لقد كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بشوش الاستقبال للمسلمين ولا حاجة له بحرسٍ وجندٍ عند تنقله، وقد قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: "رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد، وهو يومئذ خليفة، ويقوم وأثر الحصى بجنبه"، وفي ذلك تأكيد على شدّة تواضعه -رضي الله عنه-.[٦]
- الرحمة: حيث كان -رضي الله عنه- يحرص على عدم ازعاج النائمين حتى وإن كانوا خدمًا، فعندما كان يستيقظ لصلاة الليل يأخذ وضوءه بنفسه، حتى سأله أهله مرة أن يوقظ الخدم لمساعدته وهو الخليفة والكبير سنّاً، فكان يردّ عليهم: "لا، الليل لهم يستريحون فيه".[٧]
المراجع
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3699، حديث صحيح.
- ↑ مصطفى عبد الباقي (11/7/2013)، "عثمان بن عفان رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. بتصرّف.
- ↑ "عثمان بن عفان"، قصة الإسلام، 21/7/2008، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، "الحيي الجواد الكريم الشهيد : ذو النورين"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2401، حديث صحيح.
- ↑ "الحياء والتواضع عند عثمان"، قصة الإسلام، 21/7/2008، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2021. بتصرّف.
- ↑