عمر بن الخطاب
اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، من بني عدي بن كعب، وهو من قريش، أمه هي حنتمة بنت هاشم المخزومية، وقد ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة عام، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، كان فصيحاً وشجاعاً، وعرف -رضي الله عنه- في الإسلام بقوته وهيبته، وكذلك بزهده وتقشفه، كما كان عالماً وفقيهاً، واشتهر بالعدل والرحمة، وكان سديد القول والفعل، فقد وافقت آراؤه القرآن، ووافق القرآن آراءهُ في عدة مرات، روى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثًا، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد بشّره النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالشهادة، وأخبره بالخير الذي سيكون على يده.[١]
ما هي ألقاب عمر بن الخطاب؟
شهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعدّة خصال،[٢] منها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِهِ وقالَ ابنُ عمرَ: ما نزلَ بالنَّاسِ أمرٌ قطُّ فقالوا فيهِ وقالَ فيهِ عمرُ أو قالَ ابنُ الخطَّابِ فيهِ -شَكَّ خارجةُ- إلَّا نزلَ فيهِ القرآنُ على نحوِ ما قالَ عمرُ)،[٣] وقال كذلك: (قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ منهمْ)،[٤] واشتهر -رضي الله عنه- بالألقاب التالية:
أمير المؤمنين
ذكر -رضي الله عنه- بأنَّ المسلمين كانوا يسمون أبا بكر الصديق بخليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فعندما توفي أبو بكر وخلفه عمر بن الخطاب، قال عمر -رضي الله عنه-: "كان أبو بكر يقال له خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله يطول هذا؟!"، فقيل أن المغيرة بن شعبة قال له: "أنت أميرنا ونحن المؤمنون فأنت أمير المؤمنين"، فقال عمر: فذاك إذاً، وقيل بأنَّ لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم هما من لقباه بهذا اللقب.[٥]
الفاروق
يذكر أهل العلم أنَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو من لقّب عمر ـرضي الله عنه- بلقب الفاروق، وذلك لأنَّه قد فرّق ما بين الحق والباطل، كما ذكر ابن كثير وابن عاشور في التفاسير بأنَّ من أسباب إطلاق هذا اللقب عليه هو قول الله -تعالى-: {ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}،[٦] وذلك أنَّ يهودياً قد اختصم مع أحد المنافقين اسمه بشر، فدعا اليهودي المنافق للتحاكم عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ودعاه المنافق للتحاكم عند كاهن من جهينة، أو عند كعب بن الأشرف، فرفض اليهودي لأنَّه يعلم بأنَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لا يأخذ رشوةً، ولا يجور في حكم، فانصرفا إليه فقضى لليهودي، فعندما خرجا، أخبر المنافق اليهودي بعدم رضاه، وطلب التحاكم عند أبي بكر، فحكم بينهما بمثل ما حكم رسول الله، فلم يرضَ المنافق وانطلقا إلى عمر بن الخطاب، وعندما سمعهما قال: "رويدَكما حتى أخرج إليكما"، ثمَّ أخذَ سيفه وضرب به المنافق حتى برد، ثم قَالَ: "هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله ورسوله"، فنزلت هذه الآية.[٧]
شهيد المحراب
لُقّب -رضي الله عنه- بهذا اللقب لأنَّه استشهد بعد أن طعنه أبي لؤلؤة المجوسي في المحراب في المسجد النبوي،[٨] وكان يؤم المسلمين في صلاة الفجر، وكان ذلك ليلة الأربعاء في ذي الحجة، في العام الثالث والعشرين للهجرة.[١]
المراجع
- ^ أ ب د أكرم ضياء العمري (23/4/2015)، "عمر بن الخطاب"، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
- ↑ مصطفى عبدالباقي (10/7/2013)، "عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3682 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2398، حديث صحيح.
- ↑ فريق موقع اسلام ويب (29/1/2006)، "الذي أطلق على عمر بن الخطاب أمير المؤمنين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء ، آية:60
- ↑ فريق موقع إسلام ويب (27/7/2016)، "هل صح أن رسول الله لقب عمر بالفاروق؟ وهل اللقب خاص به؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
- ↑ فريق موقع اسلام ويب (30/11/2008)، "الصحابي الذي أطلق عليه شهيد المحراب"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.