الصحابي طلحة بن عبيد الله
هو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو، بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويجتمع مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مرّة بن كعب، ومع خليفته أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في تيم بن مرة، والدته هي الصعبة ابنة عبد الله الحضرميّ -رضي الله عنها-، وهي امرأة من أهل اليمن وهي أخت العلاء بن الحضرمي، كانت قد أسلمت ولها صحبة، وشاركت بالهجرة مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كان طلحة بن عبيد الله يُكنّى بأبي محمد، وقد ولد -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، وذلك قبل بعثة الإسلام بخمسة عشر سنة، وقد نشأ -رضي الله عنه- في بيئة قُرشيَّة، وكان قد عمل بالتجارة؛ فكان يذهب إلى الشام لشراء البضائع من هناك، ويرجع فيها إلى مكة المكرمة ليتاجر فيها.[١]
ما هي صفات طلحة بن عبيد الله؟
صفات طلحة الشكلية
اتصف طلحة -رضي الله عنه- بعدد من الصفات الشكلية، فيما يلي ذكر بعضها:[٢][٣]
- أبيض البشرة، يميل إلى الحمرة.
- مربوع القامة، ليس طويلاً ولا قصيراً، إلا أنه أقرب للقصر.
- عريض المنكبين.
- حسن الوجه.
- واسع الصدر.
- ضخم القدمين.
- سريع المشي.
- كثيف الشعر، الذي كان متوسطاً بين النعومة والجعودة، فقد كان بينهما.
صفات طلحة الأخلاقية
اشتهر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بالعديد من الأخلاق الكريمة والصفات الحسنة، وفيما يأتي ذكر بعض منها:
- الكرم والجود: اشتُهر طلحة بن عبيد الله بالكرم والجود، فقد قال عنه الأصمعي -رحمه الله-: "حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه"،[٤] وكان رضي الله عنه يرسل عشرة آلاف درهم كل عام إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لتوزيعها على المساكين والفقراء.[٥]
- الشجاعة والتضحية: كان -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً، عُرِف بقوته وبسالته في القتال، حيث أنه كان ممن ثبت وبقي يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، ويحميه بجسده من نبال وسيوف الكفار، حتى أنّه يذكر عنه أنّه أصيب يوم أحد بخمس وسبعين جرحاَ، ما بين ضربة سيف وطعنة رمح، وقد أصيبت يده بالشلل وقطعت أصابعه.[٦][٧]
- الثبات: كان طلحة بن عبيد الله من الصحابة الذين ثبتوا على الحقّ لآخر رمق، فقد روى فيه أحد الصحابة فقال: (لَمْ يَبْقَ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في بَعْضِ تِلكَ الأيَّامِ الَّتي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ عن حَديثِهِمَا).[٨][٩]
مناقب طلحة بن عبيد الله
كان للصحابي الجليل طلحة العديد من المناقب في الإسلام، فيما يلي ذكر بعض المناقب الخاصة به:[١٠][١١]
- يعدّ رضي الله عنه من الخمسة الذين أسلموا من سادات الصحابة على يدي أبي بكر -رضي الله عنهم أجمعين.
- كان رضي الله عنه ممن شهد له عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- برضا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان من أصحاب الشورى الستة الذين شهد لهم بذلك.
- شهد رضي الله عنه المشاهد كلها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا معركة بدر، حيث كان بالشام وقتها، بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، فأوجب له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سهمه وأجره من الغزوة.
- يعد رضي الله عنه من العشرة اللذين شهد لهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالجنّة.
- يعد رضي الله عنه من الصحابة الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
- يعد رضي الله عنه شهيداً يمشي على الأرض، فقد وصفة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: (من سرَّه أن ينظُرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرضِ فلينظُرْ إلى طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ).[١٢]
- يعد ممن قضى نحبه، والنحب هو الموت أو النذر، أي أنه عاهد نفسه وألزمها على الجهاد والقتال في سبيل الله والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن ينظُرَ إلى رجلٍ يمشي على الأرضِ وقد قضَى نحبَه فلينظُرْ إلى طلحةَ).[١٣]
استشهاد طلحة بن عبيد الله
شهد طلحة -رضي الله عنه- خلافة أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم أجمعين-، إلى زمن خلافة علي بن أبي طالب، فقد وقع الخلاف حينها بين أمرين الأول: البقاء على الأوضاع كما هي ومبايعة أمير المؤمنين، والثاني: القصاص لعثمان -رضي الله عنه-، وقد رجح طلحة الرأي الثاني وهو القصاص، وعلى الرغم من ذلك حاول علي بن أبي طالب أن يرده عن قراره فيرجع عن قتاله، فاستجاب له طلحة وقرر أن ينسحب من القتال، إلّا أنّ سهماً غادراً ممن يريدون زرع الفتنة لحق به، حيث كانوا يسعون إلى التفريق بين صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأصيب واستشهد -رضي الله عنه- يوم موقعة الجمل، في العام السادس والثلاثين للهجرة، وعند دفنه وقف علي -كرّم الله وجهه- يودعه فقال: "إني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة، والزبير، وعثمان من الذين قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[١٤]"، ثمّ قال -كرّم الله وجهه-: "سمعت بأذناي هاتان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّة".[١٥]
المراجع
- ↑ "طلحة بن عبيد الله"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
- ↑ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري (7/8/2011)، "طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
- ↑ حافظ أسدرم، طلحة بن عبيد الله، صفحة 24-25. بتصرّف.
- ↑ "نماذج مِن كرم الصَّحابة وجودهم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 538. بتصرّف.
- ↑ اسماعيل الأصبهاني، سير السلف الصالحين، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي (10/2/2011)، "سيرة طلحة بن عبيد الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان، الصفحة أو الرقم:2414، حديث صحيح.
- ↑ الطبري، كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة، صفحة 253. بتصرّف.
- ↑ "من مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 534-537. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:126 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:125 ، صحيح.
- ↑ سورة الحجر، آية:47
- ↑ "طلحة بن عبيد الله"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.