كنية عمر بن الخطاب
أطلق على الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كنية أبو حفص، وقد اختلف العلماء على رأيين في هذا اللقب، وفيما يأتي ذكرهما:
الرأي الأول
أطلق على الصحابي عمر بن الخطاب كنية باسم ليس من أبنائه، فقد كان -رضي الله عنه- يكنّى بأبي حفص، ولم يكن له ولدٌ بهذا الاسم، حيث كان له من الأبناء كل من: زيد الأكبر، وزيد الأصغر، وعاصم، وعبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وعبيد الله، وعياض، وحفصة، ورقية، وزينب، وفاطمة، -رضي الله عنهم أجمعين-،[١] والتكني بغير أسماء الأبناء جائز في الإسلام، فلا يشترط أن تكون الكنية منسوبةً لأولاد صاحب الكنية، فقد يكنّى الرجل أو المرأة قبل الزواج وهذا مما يستحب في الإسلام فعله، وقد يكنّى وليس له من الأبناء أحد، فعن عائشة رضي الله عنها- أنَّها قالت للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا رَسولَ اللهِ، كُلُّ نِسائِكَ لها كُنيةٌ، غَيري، فقال لها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتَني أنتِ أُمَّ عَبدِ اللهِ، فكان يُقالُ لها: أُمُّ عَبدِ اللهِ، حتى ماتَتْ، ولم تَلِدْ قَطُّ).[٢][٣]
الرأي الثاني
تعود كنية عمر -رضي الله عنه- لابنه الأول، حيث كان لعمر ولد اسمه حفص، وقد مات صغيراً، لذلك سمّى ابنته حفصة -رضي الله عنها- وهي أم المؤمنين، وقد استشهد العلماء بذلك في وجود ابن أكبر لعمر باسم حفص، حيث إنّ الاسم لم يغب عن باله -رضي الله عنه-.[٤]
ما هو لقب عمر؟
لقّب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عمر بالفاروق، وذلك لشدّة تفريقه بين الحقّ والباطل، فقد أعزّ الله الإسلام بدخول عمر -رضي الله عنه- فيه، حيث أصبح المسلمون يجاهرون بصلاتهم عند الكعبة دون خوف متحدين في ذلك المشركين، حتى وصف عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إسلام عمر فقال: "إنّ إسلام عمر كان فتحاً، وإنّ هجرته كانت نصراً، وإنّ إمارته كانت رحمةً، ولقد كنّا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلمّا أسلم قاتل قريشاً حتى صلّى عند الكعبة، وصلينا معه".[٥]
نبذة عن عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ، والدته حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة، وبني عديّ هم قبيلة عدنانية من قريش، وهي من بطون قريش العشرة ذات المكانة الرفيعة بين القبائل، وقد عُرِف عمر -رضيَ الله عنه- أنَّه من أصحابِ الشّرف في قريش، حيث كانت السفارة إليه في الجاهلية، فقد كانت قريش ترسله في الحروب مع القبائل الأخرى، وتردّ وتدافع به، وتُباهي به -رضي الله عنه- أمام غيرها من القبائل المتفاخرين بمن لديهم، ولد عمر -رضي الله عنه- قبل البعثة النبوية بثلاثين عام، وقد قيل أيضًا أنّه ولد -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.[٦][٧]
أعمال عمر بن الخطاب في الإسلام
قام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعدّة أعمال، فيما يأتي ذكر بعضها:[٨]
- حجّ بأزواج النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في آخر حجَّةٍ له.
- وحّد المسلمين على إمام واحد في صلاةِ التراويح.
- أول خليفة في الإسلام أطلق عليه أمير المؤمنين.
- أول من وضع التاريخ الهجري في الإسلام.
- جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
- شهد المشاهد جميعها في حياته.
المراجع
- ↑ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم، "قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:25181، حديث صحيح.
- ↑ "مسائل وفوائد وأحكام في " الكُنى ""، الإسلام سؤال وجواب، 7/4/2008، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 25-26. بتصرّف.
- ↑ "مع الفاروق رضي الله عنه - تسميته بالفاروق"، طريق الإسلام، 7/10/2020، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 484. بتصرّف.
- ↑ عبد الستار الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله (17/5/2009)، "عمر الفاروق"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.