التعريف بمحمد بن سيرين

ابن سيرين هو التّابعي العابد الزاهد محمد بن سيرين الأنصاري، وكان أبوه سيرين مولى لأنس بن مالك -رضي الله عنه-، فكاتبه أنس على شيءٍ من المال، فأدّاه وأصبح حُرَّاً، وأمّ محمد بن سيرين هي صفية مولاة أبي بكر -رضي الله عنها-، وقيل إنّ ابن سيرين -رحمه الله- أدرك ثلاثين صحابياً.[١]


ويُكنّى ابن سيرين بأبي بكر، وهو أحد الفقهاء المشهورين في البصرة، وقد اشتهر أيضاً بالورع والتقوى، وكان صاحب الحسن البصري -رحمهما الله-، وقد روى عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وغيرهم -رضوان الله عليهم-، وروى عنه أيوب السختياني وقتادة بن دعامة وغيرهم من الأئمة.[٢]


وقد اشتهر ابن سيرين -رحمه الله- بتعبير الرؤيا، ووُلِد في آخر خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وتحديداً في آخر سنتين من خلافته، وتوفّي عام 110هـ بعد وفاة الحسن البصري بمئة يوم،[٢] وكان عمره حين وفاته 78 سنة، أمّا وصفه فقد قال عنه يوسف بن عطية -رحمه الله-: "رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ قَصِيرَاً، عَظِيمَ الْبَطْن، لَهُ وَفْرَةٌ -أَيْ شَعَرٌ وَفِير- يَفْرِقُ شَعْرَه، كَثِيرَ المُزَاحِ وَالضَّحِك، يَخْضِبُ بِالحِنَّاء".[٣]


من مناقب محمد بن سيرين وفضائله

تميّز محمد بن سيرين -رحمه الله- بالعديد من المناقب والفضائل، ولعلّ من أبرزها ما يأتي:[٤]

  • الورع والفقه

قال مورق العجليّ عن ابن سيرين: "ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد ابن سيرين".


  • الخوف من الله عند الفتوى

قال الأشعث -رحمه الله-: "كان محمد بن سيرين إذا سُئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغيّر لونُه، وتبدّل حتى كأنه ليس بالذي كان".


  • القبول بين النّاس

كان النّاس يُحبّون ابن سيرين، ويذكرون الله -سبحانه- عندما يرونه، فقد قال أبو عوانة -رحمه الله-: "رأيت محمد بن سيرين يمر في السوق فيكبر الناس"، وقال عنه خلف: "كان محمد بن سيرين قد أعطي هدياً وسمتاً وخشوعاً، فكان الناس إذا رأوه ذكروا الله".


  • تجنّب الغيبة والدفاع عن الغير

كان ابن سيرين -رحمه الله- ينهى عن المنكر وينصح إخوته بالخير، ولا يحبّ سماع غيبة أحدٍ بما يكره، فقد قال ابن عون: "كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلاً بسيئة ذكره محمد بأحسن ما يعلم".


  • كثرة العبادة

قيل إنّ ابن سيرين -رحمه الله- كان يصوم يوماً ويُفطر يوماً، وكان أكثر كلامه ذكر الله -تعالى-، وخاصةً قوله: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، وكان يُقيم الليل ويُسمع بكاءه في الصلاة، كما كان له سبعة أورادٍ يُحافظ عليها في الليل، فإن بقي عليه شيءٌ منها أكمله في الصباح.


ابن سيرين وتعبير الرؤيا

وهب الله -سبحانه- ابن سيرين -رحمه الله- ملكةً تأويل الرؤيا، فقد اشتهر بين النّاس بتعبير الرؤى والبراعة في ذلك، ولكنّ كتاب تفسير الأحلام المتداول بين النّاس لم تثبت نسبته إلى ابن سيرين بشكلٍ قاطع، ولو كان ذلك مؤكَّداً لأشار إليه مَن ترجم له، كالذهبي وابن كثير -رحمهما الله-.[٥]


ولكنّ أهل العلم ذكروا العديد من تأويلات ابن سيرين لعدّة رؤى في كتبهم، وقيل إنّ كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين قد جمعه المتأخّرون من كتب أهل العلم، وجعلوها في كتابٍ واحدٍ ونسبوه إليه،[٥] واسم كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين هو: "منتخب الكلام في تفسير الأحلام".[٦]

المراجع

  1. صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 380، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مناع القطان، تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 320. بتصرّف.
  3. ياسر الحمداني، حياة التابعين، صفحة 2084-2086. بتصرّف.
  4. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 143، جزء 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "نبذة عن ابن سيرين، ومدى صحة نسبة كتاب (تفسير الأحلام) إليه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.
  6. منتخب الكلام في تفسير الأحلام"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2023. بتصرّف.