التعريف بالحسن البصري

الحسن البصري تابعيٌّ جليل، وأحد الفقهاء المشهورين، وهو إمام البصرة، واسمه الحسن بن يسار البصري، ويُكنّى أبا سعيد، وقد وُلِد في المدينة، وقيل إنّه شبّ ونشأ في كنف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-،[١]


ووُلِد في آخر سنتين في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان أبوه يسار مولى لزيد بن ثابت الأنصاري، أما أمّه فهي مولاة لأم المؤمنين أمّ سلمة زوجة النبي -عليه الصلاة والسلام-، [٢] وذكر عدد من أهل السّير في مصنّفاتهم أنّه ولد في بيت أمّ سلمة -رضي الله عنها-، ونال قدراً مباركاً من رعايتها، وتشير بعض المصّنفات أنّ إرادة الله -سبحانه- شاءت أنْ يدرّ من صدرها لبناً؛ فتسقيه منه.[٣]


وقد كانت نشأة الحسن البصري -رحمه الله- في وادي القرى، ثمّ عاش واستقرّ في البصرة طيلة حياته، وجمع بين العلم والفقه والورع والعبادة والزهد والفصاحة والبلاغة، وتميّز بجرأته في الحق، وبغزارة علمه وحِكمته.[٢]


مناقب الحسن البصري وفضائله

تميّز الحسن البصري -رحمه الله- بالعديد من المناقب والفضائل، وقد أثنى عليه العلماء وأشادوا بجهوده، وممّا يدلّ على ذلك ما يأتي:[٤]

  • قال عنه ابن سعد: "كان إمامًا جامعًا رفيعًا ثقة مأمونًا عابدًا ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلًا وسيمًا من أشجع أهل زمانه".
  • عدّه عياض من الأئمة أصحاب المذاهب المقلّدة، وقيل إنّ أهل العلم جمعوا أقواله في الفقه والفتوى في سبعة أسفارٍ كبيرة، وقيل إنّ غزارة علمه وفصاحته كانت ببركة رضاعته من أمّ المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-.
  • روى الحسن البصري الحديث عن الكثير من الصحابة، وبلغ عددهم نحو 120 صحابياً، ومنهم عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
  • تميّز الحسن البصري بفصاحته وحكمته، وله الكثير من الأقوال المبثوثة في كتب أهل العلم، وقد قال عنه الغزالي: "كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم هديا من الصحابة".[٥]
  • كان الحسن البصري إماماً مجتهداً، وواسع المعرفة في العلم والحديث والتفسير، وقد وصفه الزهري فقال: "مناقبه كثيرة، ومحاسنه غزيرة، كان رأساً في العلم والحديث إماماً مجتهداً كثير الاطلاع، رأساً في القرآن وتفسيره، رأساً في الوعظ والتذكير، رأساً في الحلم والعبادة، رأساً في الزهد والصدق، رأساً في الفصاحة والبلاغة، رأساً في الأيد والشجاعة".[٦]
  • كان الحسن البصري صاحب كلمة حقٍّ، ولا يخاف في الله لومة لائم، وقد عظُمت هيبته ومكانته في القلوب، فكان يدخل على الملوك والسلاطين، فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
  • كانت أمّ الحسن البصري تُخرج ابنها للصحابة ليدْعوا له، وقد قيل إنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دعا له فقال: "اللهمّ فقّهه في الدين وحبّبه إلى النّاس".


وفاة الحسن البصري

تُوفّي الحسن البصري سنة 110 للهجرة في البصرة، وكان ذلك في بداية شهر رجب عشيّة يوم الخميس، ودُفِن يوم الجمعة، وقد شهد جنازته عددٌ ضخمٌ من النّاس، وقيل إنّه أُغمي عليه قبل وفاته، فلمّا أفاق قال لمن حوله: "لقد نبّهتموني من جناتٍ وعيونٍ ومقامٍ كريم"،[٧] وقد عاش الحسن البصري ثمانية وثمانين عاماً.[٨]

المراجع

  1. "الحسن البصري"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مناع القطان، تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 319. بتصرّف.
  3. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 641، جزء 1. بتصرّف.
  4. الحجوي، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، صفحة 364، جزء 1. بتصرّف.
  5. خير الدين الزركلي، الأعلام للزركلي، صفحة 226، جزء 2. بتصرّف.
  6. أحمد فريد، من أعلام السلف، صفحة 2، جزء 5.
  7. ابن خلكان، وفيات الأعيان، صفحة 72، جزء 2. بتصرّف.
  8. أحمد فريد، من أعلام السلف، صفحة 9، جزء 5. بتصرّف.