عمر بن الخطاب
هو عمر الفاروق، الذي لقّب بذلك لأنَّه أظهر الإسلام في مكة، وفرّق الله على يديه بين الكفر والإيمان، يكنَّى بأبي حفص، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وثاني الخلفاء الراشدين، كان مثالاً في عدله وإنصافه، وزهده وتواضعه، أسلم في السنة السادسة بعد النبوة، وكان ذلك بعد إسلام حمزة -رضي الله عنه- بثلاثة أيام، فكان إسلام عمر -رضي الله عنه- فتحاً عظيماً للإسلام، وكسبًا كبيرًا للمسلمين، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو الله بأن يهديه للإسلام، يروي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجلينِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ)،[١] أسس عمر التقويم الهجري وكان أول من عمل به، وبلغ الإسلام في عهده مبلغًا عظيمًا، وتوسعت الدولة الإسلامية حتى امتدت من العراق إلى مصر وليبيا، ومن الشام إلى فارس وخراسان وشملت شرق الأناضول، وكان له الشرف في أنَّه هو من فتح القدس وأدخلها في حكم المسلمين لأول مرة.[٢]
نسب عمر بن الخطاب
اسمه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل، بن عبد العزّى، بن قرط، بن رياح، بن عبد الله، بن رزاح، بن عدىّ، بن كعب، بن لؤيّ، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النّضر، ابن كنانة، فهو ينسب إلى عُديّ، ويقال له: العَدَويّ.[٣]
أبوه وأمه
أبوه هو الخطاب بن نفيل، وهو أحد رجال قريش،[٣] وأمه هي خثمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب.[٤]
اجتماع نسبه مع نسب الرسول
يجتمع نسب عمر -رضي الله عنه- مع نسب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في كعب بن لؤي بن غالب،[٢] والعرب جميعهم قسمان: العدنانيون، والقحطانيون، أمَّا العدنانيون فهم من ذرية عدنان الذي ذُكر في النسب النبوي، من نسل النبي إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام-، وفِهر بن مالك بن النضر هو الذي يلقب بقريش، فإليه تجتمع جميع أنساب قبيلة قريش.[٥]
عشيرته
كان جده نفيل من أشراف مكة ونبلائها، وكانت قريش تتحاكم إليه، وعشيرته هم بنو عدي الذين كانوا من أوسط قريش جاهاً وقوَّةً، فلم تبلغ مكانتهم قبل الإسلام في مكَّة ما بلغته بنو هاشم، أو بنو أميَّة، أو بنو مخزوم، ولم يكن لهم من الثروة ما كان لغيرهم، ولكنَّهم كانوا ينافسون بني عبد شمس على الشرف، وحاولوا أن يبلغوا مكانةً كمكانتهم، ثمَّ اضطر بنو عدي للجلاء عن منازلهم عند الصفا، والإنحياز إلى عشيرة بني سهم والإقامة في جوارها، وكان ذلك في حياة والد عمر -الخطاب-.[٤]
نشأته
نشأ عمر -رضي الله عنه- في مكَّة وترعرع فيها في حياة والده الخطاب، وكان والده فظًّا، يُكلِّفه بأعمال شاقَّة، وإذا قصّر في عمله يضربه ضربًا مُبرِّحًا، فتأثَّر عمر في البيئة التي عاش فيها، فنشأ قوي الشخصية، مُهاب الجانب، وتعلَّم القتال فكان من أبطال قريشٍ في الجاهلية، كما تعلّم الفارسية، وكان يجيد الكتابة، والخطابة، والمفاخرة، والشّعر، وأصبحت له منزلةٌ رفيعةٌ في قريش، وكلّفوه بالسفارة لهم.[٤]
المراجع
- ↑ رواه الزركشي (البدر)، في اللآلئ المنثورة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:175، حديث حسن.
- ^ أ ب فريق موقع طريق الاسلام (17/4/2014)، "عمر بن الخطاب (الفاروق) "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب الدِّينَوري، ابن قتيبة، كتاب المعارف، صفحة 179. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أ.د: محمد سهيل طقوش (28/8/2017)، "من هو عمر بن الخطاب؟"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري (30/12/2018)، "الورقتان في علم الأنساب"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.