دعوة النبي للإسلام

أرسل الله -تعالى- نبيه محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- ليبلغ الإسلام للناس، ويخبرهم بأمر الله -تعالى- في الدعوة إليه، فقد قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}،[١] فجاء ليُعرّف الناس بما ينفعهم من أمر الدنيا والآخرة، ويدعوهم إلى مكارم الأخلاق، ويخرجهم من الظلمات إلى النور،[٢] وفي هذا المقال ذكر لأول صحابي أسلم من الموالي والذي استجاب لدعوة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ودخل في الإسلام.


أول الصحابة إسلاماً من الموالي

ذكر أهل السير أنَّ الصحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- هو أول الموالي دخولاً في الإسلام، فعندما بُعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان زيد بن حارثة -رضي الله عنه- في الثلاثينات من عمره، فكان من اليسير على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يدعوه للإسلام وهو من تربى بين يديه وفي بيته، فحدثه -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام، وما كان من زيد إلّا أن اعتنق الإسلام مباشرةً دون تردد أو خوف، فهو الذي عايش رسول الله في منزله ولم يشهد عليه كذباً أو إثماً في أي يومٍ مضى.[٣]


نبذة عن الصحابي زيد بن حارثة

نسب زيد بن حارثة

هو زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة، كان يُكنّى بأبي أسامة، لقبه حِبُّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٤]


نشأة زيد بن حارثة

خرجت أم زيد ذات يومٍ في زيارةٍ لقومها بني معن، حتى أغارت عليهم خيل بني القين، فأخذو زيداً وباعوه في سوق عكاظ، حتى اشتراه حكيم هديةً لعمته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وقبل البعثة وهبته خديجة لزوجها محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وهكذا نشأ زيد وترعرع بين أكناف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ممّا غرس في قلب زيد حبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]


وفاة زيد بن حارثة

جهّز رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الجيش لمعركة مؤتة، وكان قد أمر عليهم ثلاثة من الصحابة لقيادة شؤونهم، فكان أولهم: زيد بن حارثة، فإن قُتِل زيد فجعفر -رضي الله عنه-، فإن قُتِل جعفر فعبد الله بن رَواحة -رضي الله عنه، فانطلق الجيش بعد أن ودّعهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ودعا لهم، وعندما وصلوا أرض المعركة، فوجئ المسلمون بعدد جيش العدو، حيث بلغ عددهم مائتي ألف مقاتلٍ، مقابل ثلاثة آلاف مقاتل من جيش المسلمين، فأخذ قادة جيش المسلمين يتشاورون فيما بينهم، ثمّ قرّروا أن يواجهوا الكفار مهما كانت نتيجة ذلك، فكان اللقاء مع جيش الروم عند قرية مؤتة، فانطلق زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، وهو حامل لواء المسلمين، وانقضّ على جيش العدو، فتكالب عليه العدو بالرماح، حتى سقط شهيداً رحمه الله -تعالى-.[٥]


المراجع

  1. سورة سورة الأعراف، آية:158
  2. د. محمد بن عبدالسلام (20/7/2013)، "دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/52021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أ.د. راغب السرجاني (19/1/2017)، "إسلام زيد بن حارثة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2021. بتصرّف.
  4. "زيـد بن حارثة"، قصة إسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 19/5/2021.
  5. العظماء-الذين-حملوا-الراية-في-غزوة-مؤته "الأربعة العظماء الذين حملوا الراية في غزوة مؤته"، قصة الإسلام، 6/1/2020، اطّلع عليه بتاريخ 19/5/2021.