عمر بن الخطاب

هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نُفيل القرشي العدوي، ووالدته هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة، وقد ذكرت إحدى الروايات أنّ أمه هي أخت أبي جهل حنتمة بنت هشام، ولد عمر -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، حيث كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كثيراً ما يدعو: (اللَّهمَّ أعِزَّ الدِّينَ بأحَبِّ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ: بأبي جهلِ بنِ هشامٍ أو عُمَرَ بنِ الخطَّابِ، فكان أحَبَّهما إليه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ)،[١][٢] وكان -رضي الله عنه- قد تزوج من أربع عشرة زوجة، بعضهن بالجاهلية والبعض الآخر بعد إسلامه، وأنجب منهن عشرة من الأبناء الذكور، وهم: الصحابي عبد الله وهو أكبرهم، وعبد الرحمن الأكبر، وعُبيد الله، وعاصم، وزيد، وعبد الرحمن الأوسط، وعبد الرحمن الأصغر، وزيد الأصغر، وعبد الله الأصغر، وعيّاض، ومن الإناث سبعة، وهنّ: أم المؤمنين حفصة، وفاطمة، وعائشة، وصفية، وجميلة، ورقية، وزينب.[٣]


شخصية الخليفة عمر بن الخطاب

تفرّد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بشخصيّة عظيمة مميزة، فقد كان مفتاح شخصيته -رضي الله عنه- هو الإيمان بالله -تعالى-، وتوجيه بوصلته إلى لقياه -عزّ وجلّ- يوم القيامة، وربما كان هذا سبب توازن صفات شخصيته المتميزة، حيث لا تطغى صفة على أخرى، فلم يؤثر الغنى على التواضع فيه، ولا الرحمة على الشدة بالحقّ، وهذا كان من أبرز أسباب معيّة الله تعالى له في حياته، والتي ظهرت جليّة في شخصيته -رضي الله عنه-،[٤] والتي جعلت منه رجلاً استطاع تغيير التاريخ، فقد كانت إرادته القوية، وشخصيته القوية لهما دور كبير في ذلك، فقد اجتمعت فيه الرهبة والهيبة واللين والرحمة في ذات الوقت.[٥]


أبرز صفات عمر بن الخطاب الخلُقية

  • الزهد: كان عمر -رضي الله عنه- زاهداً في الدنيا وملذاتها، متعطشاً إلى رضا الله -تعالى-، فقد روي عنه أنّه كان يوماً في إبل الصدقة يمرّنها، فاشتدّ عليه الحرّ والجوع، فدخل على بيته يسألهم عن شيءٍ يأكله، فوجد مقدار مكيال كبير من التمر، فأكل منه، ثمّ شرب الماء، ومسح بطنه، وقال: "ويل لمن أدخله بطنه النار، إنّما يكفي الرجل ما يسدّ جوعته".[٦]
  • الكرم: اتصفت شخصيته -رضي الله عنه- بالكرم وحبّ العطاء، فكان كثيراً ما يواسي الفقراء، فينفق في سبيل الله -تعالى- مقدار قدرته، وقد ذُكر بالأثر أنّه كان يتنافس مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- في الصدقات، فقال عنه ابنه عبد الله -رضي الله عنه-: (ما رَأَيْتُ أحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حِينَ قُبِضَ كانَ أجَدَّ وأَجْوَدَ حتَّى انْتَهَى؛ مِن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ).[٧][٨]
  • العدل: ظهرت صفة العدل في شخصية عمر -رضي الله عنه- بعدد من المواقف، إحداهن لمن قتل زيد بن الخطاب، فعندما التقى -رضي الله عنه- بقاتل أخيه بعد أن أسلم، سأله إذا كان هو قاتل زيد، فأجاب نعم، فقال له عمر: والله إنّي لا أحبك، فسأله: أو تمنعني بذلك حقاً لي يا أمير المؤمنين، قال: لا، قال: إذاً إنّما يأسى على الحبّ النساء، وفي ذلك طمأنينته بعدل عمر -رضي الله عنه-.[٩]
  • الورع: كان عمر -رضي الله عنه- ورعاً جداً، فقد كان يتحرّى ألّا يأكل من طعام مصدره بيت مال المسلمين، بل كان يأمر بطعامه كعامة المسلمين على أن يكون من ماله الخاص، وقد أُثر عنه -رضي الله عنه- أنه قال عندما جاءه أحدهم يوماً بطعام: "اللهم إنّك تعلم أنّي لم أرزقهم، ولن أستأثر عليهم إلّا أن أضع يدي في طعامهم، وقد خفت أن تجعله ناراً في بطن عمر".[١٠]
  • الشجاعة: عُرِف عن ابن الخطاب الشجاعة والقوة، فلم يُفكّر مجرد تفكير أن يُسرّ إسلامه أو يخفيه عن أحد، قال ابن مسعود -رحمه الله-: "كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمةً، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلّيَ في البيت حتى أسلم عمر، فلمّا أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلّينا"، وقد وصف صهيب -رضي الله عنه- إسلام عمر فقال: " لما أسلم عمر بن الخطاب ظهر الإسلام ودُعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً، واتنصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه".[١١]


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6881، حديث حسن.
  2. ابن حجر العسقلاني، كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 484-485. بتصرّف.
  3. عبدالسلام بن محسن آل عيسى، شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب، صفحة 50-59. بتصرّف.
  4. علي الصلابي، "صفات عمر بن الخطاب (التقوى والزهد والورع) "، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 915. بتصرّف.
  6. عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 336-337. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3687، حديث صحيح.
  8. عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 347-349. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 100-101. بتصرّف.
  10. "عمر بن الخطاب - ورع عمر بن الخطاب"، طريق الإسلام، 13/4/2015، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021. بتصرّف.
  11. "قوة عمر بن الخطاب"، قصة الإسلام، 4/10/2006، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021. بتصرّف.