عمر بن الخطاب

هو الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، الصحابي الجليل، والقائد الفذّ العادل الذي ضرب بعدله المثل، وهو الصحابي الشجاع الحكيم، صاحب المناقب العظيمة والفضائل الكبيرة، كان من أبطال قريش وأشرافها وسفرائها، أسلم قبل الهجرة النبوية بخمس سنين، وكان إسلامه عزاً للمسلمين، جاء في الحديث: (قَالَ عبدُ اللَّهِ: مَا زِلْنَا أعِزَّةً مُنْذُ أسْلَمَ عُمَرُ)،[١] فقد كان رجلاً قوياً في الحق لا يخشى لومة لائم، وقد كان قريباً من النبي -صلى الله عليه وسلم- ملازماً له، حتى كان بمثابة الوزير منه، تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- سنة 13 هجرية، وكان عهده هو عهد العدل والفتوحات، فقد فُتحت في عهده العراق والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام، وكان يمشي في الأسواق منفرداً، يتفقد أحوال الناس ويقضي بينهم، وكان زاهداً مُرقع الثياب، ينام في العراء، وهو أول من وضع التاريخ الهجري، ودوّن الدواوين، وقد رُوي أنَّه نُصِبَ في عهده اثنا عشر ألف منبر في الإسلام.[٢]


شخصية عمر بن الخطاب القيادية

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يتمتع بشخصية قيادية بامتياز، فقد ظهرت آثار نجاحه الكبير في القيادة أثناء تولّيه خلافة المسلمين، فقد حقق إنجازات عظيمة في مدة قصيرة، فتوسّعت في عهده الفتوحات الإسلامية، وفُتحت بُلدان الشرق والغرب من خلال الحملات العسكرية المنظمة، وانتشر الإسلام في بقاع الأرض، وبنى عمر -رضي الله عنه- دولةً قويةً عُظمى سادت العالم، وهَزمت أقوى الدول والإمبراطوريات في ذلك الوقت، ودانت لها شعوب الأرض، وأقام عمرُ العدل بين أبناء رعيته، وأصبح العدل سمة عصره وشعار دولته، فكان مثالاً رائعاً للقائد المسلم القوي العادل الزاهد الورع، وامتازت شخصية عمر بملامح قيادية واضحة تدل على الذكاء والعبقرية والحكمة وحسن التدبير والخوف من الله -تعالى-.[٣]


الملامح القيادية في شخصية عمر

من أبرز الملامح القيادية في شخصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- التي ظهرت من خلال أفعاله وتصرفاته، ما يأتي:[٤]

  • العمل بمبدأ الشورى، والتشاور مع الصحابة الذين حرص عمر على إبقائهم في المدينة ليستعين بهم ويأخذ برأيهم في الأمور المهمة.
  • التروّي في اختيار المسؤولين والموظفين الكبار في الدولة.
  • اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وتولية الأتقى والأقوى.
  • الجرأة والقوة في اتخاذ القرار.
  • عدم الخوف من الرجوع عن القرارات الخاطئة.
  • رفض التدخل الخارجي في قرارات الدولة وأحكام القضاء.
  • محاسبة المسؤولين وتشديد الرقابة الماليّة والأدبيّة عليهم.
  • تطبيق القانون على جميع الأفراد، وعدم السماح بالاستثناءات والشفعات.
  • متابعة أحوال الرعية والتعرّف على ظروفهم والوقوف معهم في الأزمات.
  • تسهيل وصول أصحاب الحاجات للقائد، وتقديم المساعدة لهم، والاعتناء بهم.
  • رفع المستوى المعيشي للشعب، من خلال زيادة الأعطيات والهبات ورفع الرواتب إذا فاضت خزينة الدولة.
  • الحفاظ على القوة العسكرية، وتدريب الجيش، ورعاية الكفاءات العالية، والحرص على التميّز والتفوّق.
  • تطبيق العدل مع الجميع حتى المخالفين، وجعله سمة الدولة ومبدأ مؤسسة الحكم.
  • الإصلاح المستمرّ بشكل تدريجي، ونشر العلم الدينيّ بالحكمة والتيسير والموعظة الحسنة.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم:3684، حديث صحيح.
  2. الزركلي، الأعلام، صفحة 45. بتصرّف.
  3. سمير حلبي، "عهد الفاروق.. دولة العدل والفتوحات"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 4/7/2021. بتصرّف.
  4. أحمد العساف، "ملامح قيادية من سيرة العمرين"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 4/7/2021. بتصرّف.