أنس بن مالك

هو الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بْن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي، ويكنى بأبي حمزة، وهو خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد كان يفتخر بذلك، وله قرابةُ نساءٍ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جدته أم عبد المطلب، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبه ويداعبه، وقد قال له مرةً مُداعباً: "يا ذا الأُذُنَيْنِ"،[١] وقد دعا له مرةً فقال: "اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ"،[٢]وقد خدم أنسٌ -رضي الله عنه- النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، وكان عمره عندما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة عشر سنين، وقد شهد غزوة بدر وهو غلام يخدم النبي صلى الله عليه وسلم-، وقد سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه الكثير، ومن ذلك قوله: "خَدَمْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللَّهِ ما قالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قالَ لي لِشيءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟"،[٣][٤] وقد مات أنس -رضي الله عنه- وعمره قد قارب المئة عام، وكان لديه من الأولاد ما يقارب الثمانين، وكان أكثر الأنصار مالاً وولداً، وذلك ببركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له.[٥]


صفات أنس بن مالك

الصفات الخَلقية

ذكرت بعض كتب التراجم أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- كان يعاني من البرص، وكان فيه بياض شديد، وكان يلبس عمامة سوداء ويرخيها من الخلف، وكان يلبس خاتماً منقوشٌ عليه أسدٌ رابضٌ.[٦]


الصفات الخُلُقية

اتصف أنس بن مالك -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات والخصال العظيمة، منها التواضع والذكاء والفطنة والبراعة في القراءة والكتابة، فقد شهد له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالذكاء والمهارة في الكتابة فقال لأبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- عندما استشاره في أن يبعثه ساعياً على البحرين: "ابعَثْهُ فَإِنَّهُ لَبِيبٌ كَاتِبٌ"، ومن شدة ذكائه وفطنته كان يحفظ الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحوى بذلك علماً وفقهاً واسعاً، فكان من علماء الصحابة وأئمتهم، وقد روى حوالي 2286 حديثاً، وقد اتفق البخاري ومسلم في صحيحهما على 180 حديثاً من أحاديثه، وانفرد البخاري بـ80 حديثاً، بينما افرد مسلم بـ90 حديثاً،وقد كان أنس -رضي الله عنه- عابداً شديد العبادة فكان يصلي قيام الليل ويطيل الوقوف فيه حتى تتشقق قدماه، وكان أشبه الناس صلاةً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر والحضر، وقد امتاز -رضي الله عنه- بالقوة والشجاعة، فكان رامياً ماهراً لا يخطئ هدفه، وكان مجاهداً في سبيل الله لا تفوته معركة، فعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه شارك مقاتلاً في ثمان غزوات.[٧]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:7909، حديث صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:6380، حديث صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2309، حديث صحيح.
  4. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 151. بتصرّف.
  5. أبو الحسن ابن الأثير، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 111. بتصرّف.
  6. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 421-422. بتصرّف.
  7. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 419-423. بتصرّف.