صفات عبد الله بن عمر الخَلقية

كان الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- جسيماً ضخماً، يصل إزاره إلى نصف ساقيْه،[١] أسمر اللون، ربعة؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، له جمّة مفروقة؛ أي جمّة الشعر؛ فشعره كان يصل إلى منكبَيْه، يخضّب لحيته بالصفرة؛ وهو الزعفران والخلوق، يحفّ شاربه، يطيل لحيته بمقدار القبضة ويأخذ ما زاد على ذلك، وكان -رضي الله عنه- يلبس عباءة سوداء، وقيل أنه كان يلبس خاتماً عليه نقش.[٢][٣]


صفات عبد الله بن عمر الخُلقية


الزهد والورع

كان -رضي الله عنه- ورعاً زاهداً في الدنيا؛ أبغض الدنيا معرضاً عنها، ورغب في الآخرة طمعاً فيها، حيث كان زاهداً في أقواله وأفعاله، وطعامه وشرابه، ومسكنه وملبسه، وقد قُدم له ثوب ناعم من خرسان هديةً له، فقيل له: " يا أبا عبد الرحمن، أتيتك بثوب لين مما يصنع بخرسان، وتقر عيناي أن أراه عليك، فإن عليك ثياباً خشنة"، فرفضه -رضي الله عنه- وقال: " إني أخاف أن ألبسه، أخاف أن أكون مختالاً فخوراً، والله لا يحب كل مختالٍ فخور".[٤]


وقد عرضت عليه الخلافة عدة مرات فلم يقبلها، وكذلك القضاء، فأعرض عن المناصب واعتزل الفتنة، ومن ورعه -رضي الله عنه- أنه كان يجتنب الشبهات خوفاً من الوقوع في المحرمات، وقد شهد له الصحابة والتابعون بذلك، فزهد وتورع عن الضروري في الحياة، إذا كان فيه شبهة من التنعم أو من الحرام.[٤]


الجود والكرم

كان -رضي الله عنه- جواداً كريماً، معطاءً سخياً، فكان تاجراً أميناً ناجحاً، راتبه من بيت مال المسلمين وفيراً، إلا أنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، فينفق في وجوه الخير إنفاق من لا يخشى الفقر على نفسه، ويخصّ بعطائه وإطعامه الفقراء والمساكين، قال ميمون بن مهران: "أتت ابن عمر اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها"، وقال نافع: "ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد"، وعن مالك قال عنه: "أنه حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس".[٥]


التواضع وحسن الخلق

كان -رضي الله عنه- شديد التواضع، يخاف على نفسه الفخر، يكره المديح ويذم المبالغة فيه، يتفقد الأيتام والفقراء والمساكين، يأكل معهم ويشاركهم في طعامه، وكان -رضي الله عنه- حسن الأخلاق، يحبه الآخرون، يحسن الحديث والتعامل مع الناس، فلا يمرّ على أحد إلا ويسلّم عليه.[٦]


التقوى والخوف من الله

كان رضي الله عنه- من أهل التقوى والصلاح والعبادة، فكان من عُبّاد الصحابة منذ صغره،[٥] رقيق القلب، تهطل دموعه حين يسمع أو يقرأ آيات القرآن؛ خوفاً وخشية من الله، حتى عرفه الناس بالعابد التقي، المثابر الأواب، وكان -رضي الله عنه- متمسكاً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حريصاً بها، يتتبع آثاره؛ للتأسي والاقتداء به -صلى الله عليه وسلم-.[٧]


الفقه ورواية الحديث

عُرف -رضي الله عنه- بالعلم والفقه ورواية الحديث والفتيا، فلازم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحفظ القرآن الكريم، وفهم معانيه، وفقه أحكامه وآياته، فكان أحد العبادلة المكثرين مِن حفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والرواية عنه، وهو من فقهاء الصحابة المعدودين وأعلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسك الحج، وقد أفتى المسلمين قرابة ستين سنة، فكان لا يفتي إلا بما يعلم، ولا يقول برأيه، ولا يزيد في حديث رسول الله ولا ينقص.[٨]


المراجع

  1. الذهبي، تاريخ الإسلام، صفحة 843. بتصرّف.
  2. علي عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 109. بتصرّف.
  3. "صفات ابن عمر رضي الله عنهما"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محي الدين مستو، عبد الله بن عمر الصحابي المؤتسي برسول الله صلى الله عليه، صفحة 182-192. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "عبد الله بن عمر"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022. بتصرّف.
  6. محي الدين مستو، عبد الله بن عمر الصحابي المؤتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، صفحة 203-208. بتصرّف.
  7. محي الدين مستو، عبد الله بن عمر الصحابي المؤتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، صفحة 163. بتصرّف.
  8. محي الدين مستو، عبد الله بن عمر الصحابي المؤتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، صفحة 138. بتصرّف.