أبو بكر الصديق

الصحابي الجليل عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشيّ التيميّ، تتصل قرابته بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- في الجد السادس، وقد ولد أبو بكر -رضي الله عنه- بعد عام الفيل، أمَّا كنيته كما ذكر سابقاً فهي أبي بكر -رضي الله عنه-؛ والبكر هو الإبل الصغير بالعمر، وقد لقّب أبو بكر بالعديد من الألقاب والأسماء، ومنها أنّه: العتيق، والصاحب، والصدّيق، الأتقى، والأوّاه.[١]


صفات وأخلاق أبي بكر الصديق

اتّصف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بصفات حميدة كثيرة، ومنها أنَّه كان شديد الرحمة، متأنّياً في خياراته، سريع البديهة، كما أنّه كان قويّاً، وقد روى محمد بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- عن أبيه قال: (قُلتُ لأبِي: أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قَالَ: أبو بَكْرٍ، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ)،[٢] وخصال أبو بكر الصديق كثيرة ولعل من أبرزها ما يأتي:[٣]


حبه للنبي محمد

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحبّ النبي -عليه السلام- حباً عظيماً؛ ليس كحبّ أحد؛ فقد كان يلازمه ويدافع عنه بكلّ ما أوتي من قوّة، كما ويصدّقه في كلّ ما يقول، وقد أحبّه النبي -عليه السلام كذلك؛ فعن عمرو بن العاص قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا).[٤]


اتباعه التامّ لسنّة النبي محمد

كان أبو بكر متّبعاً للنبيّ في كلّ حركاته وسكناته، وكان يؤدّي السنن كما يؤدّي الفرائض، وذلك دليل على صدق إيمان أبو بكر الصدّيق؛ "فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل"، كما قال الحسن البصري، وكان أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- دليل الإيمان الواضح بتصديقه للنبي -عليه السلام- واقتداءه به اقتداءً شديداً، قال -عزّ وجلّ-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.[٥][٦]


رحمته العظيمة وصدقه

كان أبو بكر الصدّيق يحمل في جوفه قلباً رقيقاً، ويتعامل مع الناس بلطف ورفق، وقد كان حسن المنطق يحبّ الناس الجلوس إليه، وقد كان متّصفاً بالرحمة، وكان رجلاً وقوراً، حليماً متواضعاً، ولم يشهد عليه أحد قط بالكذب.[٧][٨]


شجاعته

كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من أشجع الأشخاص الذين دافعوا عن النبيّ -عليه السلام- ووقفوا إلى جانبه في دعوته، ومن ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو قال: (سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بنِ العَاصِ: أخْبِرْنِي بأَشَدِّ شيءٍ صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في حِجْرِ الكَعْبَةِ، إذْ أقْبَلَ عُقْبَةُ بنُ أبِي مُعَيْطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ في عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فأقْبَلَ أبو بَكْرٍ حتَّى أخَذَ بمَنْكِبِهِ، ودَفَعَهُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28] الآيَةَ).[٩][١٠]


المراجع

  1. "أبو بكر الصديق "، طريق الإسلام، 23-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن محمد بن علي ابن الحنفية، الصفحة أو الرقم:3671، حديث صحيح.
  3. راغب السرجاني، كتاب الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 10-12. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:2384، حديث صحيح.
  5. سورة الحشر، آية:7
  6. راغب السرجاني، كتاب الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 2-3. بتصرّف.
  7. جبرين الجبرين، أبو بكر الصديق ودوره في الدعوة الإسلاميّة، صفحة 27. بتصرّف.
  8. عبد الستار الشيخ، أبو بكر الصديق خليفة رسول الله، صفحة 32-37. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3856، حديث صحيح.
  10. جبرين الجبرين، أبو بكر الصديق ودوره في الدعوة الإسلامية، صفحة 44-47. بتصرّف.